حريق الرافدين
هادي جلو مرعي
هل أصبحنا بحاجة إلى
صفقة من نوع مختلف في ظل العناد الإيراني السعودي، وعدم وضوح الرؤية في الموقف
الأمريكي المتردد حيال قضايا المنطقة بالرغم من تصريحات تواترت لمسؤولين أمريكيين بدعم حلفاء واشنطن في الخليج
والمنطقة في مواجهة النفوذ الإيراني الممتد من بغداد الى صنعاء، مرورا بدمشق
وبيروت.
ومامن شك إن
المواطنين العاديين هم من يدفعون الثمن غالبا في مثل هذه الأحداث الجسيمة التي
تشهدها المنطقة، وشرعية الحراك الشعبي المطالب بالحقوق والكرامة الإنسانية، لكن ذلك
يستدعي ايضا حراكا سياسيا موازيا وفقا لمعادلة الصراع الحاد، ونية كل طرف دولي
وإقليمي في تأمين مصالحه الحالية والمستقبلية، فيكون فعل هذه الأطراف بأشكال
مختلفة، وتبعا أيضا لقدراتها، ومدى تمكنها من حسم الأمور على طريقتها.
الحوادث الكبرى
لاتحتاج الى نبوءات، والسفينة التي يكون ربانها صالحا قد تنقل إناسا طالحين،
والمصالح الكبرى للأمم العظمى تقتضي التصرف بطريقة تنتج المزيد من الأذى والضحايا
والخراب وضياع الآمال، والثورات قد تذهب بالطغاة، لكنها قد تأتي بأسوأ منهم،
والشعوب التي تعودت المرارات لايستهويها طعم السكر.
هل يمكن أن تستقر أوضاع
الشرق العربي مع عدم الاستعداد لتقديم تنازلات وتضحيات من إطراف الأزمة؟ في الواقع
فذلك أمر يرتبط بضمان تحقيق مكاسب مهمة في إطار الصراع خاصة إذا كانت هناك نوايا اقتلاع،
وليس بحثا عن حقوق بين المنافسين، وسيكون علينا أن نتوقع المزيد من الحرائق.
0 تعليقات