حرب اليمن وفشل الحسم العسكري
مجدى شعبان
أشارت مصادر سياسية
إلى أن التقييم الأمريكي الأخير بخصوص الحرب في اليمن ألحق ضرراً بالغاً للمصالح الإستراتيجية
الأمريكية وتحديدا في الجزء المتعلق بإدارة الأزمة والصّراع مع إيران.
وكشفت مصادر مطّلعة
النقاب عن أن لجنة المتابعة في وزارة الدفاع الأمريكية تتّهم حصريًّا “الإخفاق
العسكري السعودي” بالتسبّب في خسائر أساسية للإستراتيجية الأمريكية في المنطقة.
الكلام هنا عن وعود
سعودية برزت الشهر الماضي بمعركة فاصلة وأساسية تحسم الصراع عسكريا في اليمن، لكن
هذه الوعود أخفقت تماما في النتائج .
وبدأت الدوائر
الأمريكية الاستخبارية تتّهم السعودية بالمُبالغة في قُدراتها العسكرية وقُدراتها على
الحسم فنيا وتقنيا بالرغم من التجهيزات المتطورة بين يدي الجيش السعودي ضمن سياقات
الإخفاق في عاصفة الحزم التي يتفسّخ تحالفها.
وقدّر تقرير تحليلي
معمق بأن الفشل السعودي المتواصل في الحسم العسكري باليمن أصبح عبئا على المصالح
الأمريكية في المنطقة مع الإشارة إلى بروز ثلاثة عناصر ومستجدات درسها المجلس
الاستشاري في البنتاجون بعُمق :
المستجد الأوّل هو
ضيق الإمارات من عدم الحسم العسكري ومن طُول أمَد الحرب والاستِنزاف المالي حتى أن
أبو ظبي أبلغت الأمريكيين فعلا بأنها تتخلّى بالتدريج عن اللّحاق بالاستراتيجية
السعودية في اليمن
المستجد الثاني تمثّل
في قناعة خبراء البنتاغون بأن المغامرات السعودية العسكرية في اليمن أصبحت كُلفتها
الإنسانية باهظة التكاليف وأنّ الرّهان على وعود تحقيق النّصر والحسم العسكري لم
يعُد قائما.
أمّا المستجد الثالث
بالنسبة للتقييمات الأمريكية فله علاقة بأن عدم الحسم واستمرار المواجهة العسكرية
في اليمن نتج عنه إزدياد نفوذ إضافي لإيران في حضن الخليج العربي كما نتج عنه
ملفّات تخدم المفاوض الإيراني وتمكّن طهران من مُقايضات بالجُملة أضعفت في النتيجة
الموقف الاستراتيجي الأمريكي في مُواجهة الإيرانيين.
ويبدو أن هذه
التقارير هي التي تدفع اليوم باتّجاه البحث عن مخرج استراتيجي سيكون سياسيا على
الأرجح ما دام الحسم عسكريا في اليمن وصل إلى مستويات معقّدة جدًّا خصوصًا في ظل
المخاطر الاستراتيجية الكبيرة الناتجة عن وجود آلاف من قطع الطيّارات بدون طيّار
المُصنّعة بدائيًّا وبتكنولوجيا وكُلفة أقل في المنطقة وتحديدًا بيد الحوثيين.
0 تعليقات