منابع الإرهاب
د. محمد إبراهيم بسيونى
عميد طب المنيا السابق
الإرهاب المنسوب للبعض هو شجرة خبيثة يغذيها بعض شيوخ الدين بالفكر
الإقصائي المتطرف الذي يمتهن حياة المسلم وغير المسلم. لا تغرنكم لحاهم وكلماتهم
المنمقة وحفظهم للأحاديث والآيات. هؤلاء متطرفون لا يؤمنون بمبادىء العدل والحريّة
ويحتقرون الفكر والخلق القويم.
الإخوان، بعض السلف، داعش، ولاية فَقِيه كلها مشاريع دولة إسلامية متخلفة
تحارب التعددية والعدالة والخلق القويم. يريدون إقامة دولة يحكمها من يقتل من
يخالفه ويحكم بالسيف ويعيد ثقافة السبي والنهب والجزية التي دمرت العقل العربي. مساجدنا
ومدارسنا تعيش فيها جراثيم تعتقد ان دماء المسلم وغير المسلم رخيصة يجوز سفكها من
اجل إقامة دولة دينية يحكمها من هم على شاكلة بن لادن والبغدادي. كل من ينادي
بدولة إسلامية مسيس يسعى للسلطة لكي يتمكن من رقاب وفروج البشر.
التدين بشكله الحالي بدأ في سبعينات القرن الماضي حيث نشرت الوهابية الفكر
السلفي المتطرف لخدمة أهداف أمريكا في محاربة الاتحاد السوفييتي. السعودية زرعت
قنابل سلفية موقوتة في كل بلدة باكستانية وأفغانية بعدما كانت هذه البلاد تتجه
بسلام نحو التنوير. أموال نفط السعودية دمرت المسلمين.
من كان راشدا في ستينات القرن الماضي يمكنه ان يصف لك مجتمعات عربية
ومسلمة لا تُمارس الإسلام بشكله الحالي.
السعودية وباكستان كانتا تتجهان نحو التنوير. ثم دخلت السلفية الى هذه
البلاد وتوغلت في العقول بدعم نفطي سعودي وتفشت لحى التطرّف في الشرق والغرب.
يا سادة أفيقوا، إسلامكم الذي تمارسونه مغشوش بفكر الاخونجية والسلفية
والتحرير وبقية اطياف التخلف الفكري المتأسلم. لقد تجرأ هؤلاء على دماءكم وأعراضكم
بحجة قال الله وقال رسول الله وهم في الحقيقة ذئاب بشرية هدفهم المال والسلطة
والنكاح. نحتاج منهجية ومناهج إسلامية جديدة لتحل محل المناهج الحالية التي حولت
الشباب الى قنابل موقوتة تنتظر لحظة انطلاق صافرة الجهاد والتدمير. عقول تم
برمجتها لتقبل المنطق الديني الأعوج وترفض الفكر السليم والخلق والإنسانية في
التعامل مع المجتمع.
الأخونج وبعض السلف وداعش وبقية مخلفات التاريخ الإسلامي لا يؤمنون بالخلق
والطيبة البشرية البسيطة. هؤلاء يؤمنون بخلق هدفه زيادة عدد الاخونجية والدعوة الى
دولة دينية ومجتمع تحكمه نزواتهم من خلال الأحاديث التي يصححونها لتتلائم مع
رغباتهم ويضعفونها عندما لا تتلائم مع شهوتهم. لا يوجد فارق كبير بين اطياف
المتأسلمين من الاخونح وبعض السلف والدواعش وبقية الإعاقات المزمنة. هؤلاء يحاربون
الإنسانية من خلال النصوص الدينية التي يفسرونها لتتلائم مع أغراضهم السياسية. هؤلاء
هم ورثة العقليات التي ارتكبت المجازر بالمسلمين منذ فجر الإسلام الى يومنا هذا.
استباحة دماء المسلم وغير المسلم ليست هي أخطر جريمة يرتكبها بعض السلف
والأخونج ومن هم على شاكلتهم. أخطر جريمة هي انهم يستمرون بتربية اجيال من الشباب
المسلم على منهجية التدين المتطرف الإقصائي الذي يحارب الحرية والمرأة والفكر
والتعليم. هؤلاء كابوس يصحب الصحو منه. المتأسلمون من الأخونج والدواعش اخترعوا
لكم إسلاما جديدا يتناسب مع رغبتهم بالوصول الى النفوذ والسلطة في المجتمع. هذه
العاهات زورت الدين لكي يصلوا في النهاية الى مجتمع فيه السلب والنهب والجزية وملك
اليمين وأسواق بيع العبيد حلال زُلال لكي يشبعوا رغباتهم الجنسية في الدنيا قبل
الآخرة.
التدين والروحانية في المجتمعات الأخرى نظام حياة فيه نأي بالنفس عن
الشهوات والنزوات والرغبات وتوجه نحو حب وخدمة الأخر الا في بلداننا العربية فهو
مشروع لإشباع كافة الرغبات الجنسية من تعدد زواج وملك يمين وغيرها ومشروع اقتصادي يجلب
لك خمس ما ينهبه الصعاليك وقطاع الطرق
0 تعليقات