عبدالملك سام
لو سألتني هل أنا
متفائل بما يحدث في أمريكا ، لأجبتك بأني غير مهتم ! نعم أكره أمريكا ، فهناك ألف
سبب يجعلني أكرهها ، وأشمت فيها ، وألعنها ليل نهار ، وليس أقل سبب لذلك هو دماء
الملايين التي سفكتها أمريكا من أبناء أمتي وشعبي ، سواء بيدها أو بيد عملائها .. ولكن
هناك فرق بين أن تتابع الأحداث بتعاطف كما يحدث وأنت تتابع مباراة في كرة القدم ،
وبين أن تتابعها وأنت تملك رؤية وخطة للتحرك .. وعلى ما يبدو أن غالبية الأمة
ماتزال تجلس في مقاعد المتفرجين ! ربما باستثناء محور المقاومة ، فلا يوجد لدى
الغالبية العظمى رؤية أو مشروع .
دعونا نجرب حظنا
ونخمن من سينتصر ؟! ولنفترض أن المتظاهرين أطاحوا بترامب ، فمن سيأتي بعده ؟! هل
فيل ديموقراطي أم حمار جمهوري ؟! فكلاهما جاهز ربما من قبل أن يجلس ترامب على كرسي
الرئاسة ، فأمريكا تمتلك أخطر دولة عميقة في العالم ، وغدا عندما يأتي رئيس جديد
ولا يتقيد بالسيناريو الجاهز المعد له ، فلن تختلف نهايته عن نهاية "كيندي"
، والذي مازالت جريمة أغتياله (لغزا) إلى يومنا هذا !! ولا عزاء للمشجعين طبعا ..
نحن لم نحب ترامب ،
ولم نحب من قبله ، وبالتأكيد لن نحب من سيأتي بعده !! كلهم ضدنا حتى باراك اوباما
الأفريقي الفقير ، بينما نحن نكتفي بمتابعة الانتخابات الأمريكية كما يفعل
المشجعون في ملاعب كرة القدم .. لم نمل من الجلوس في مقاعدنا ومتابعة هذا السيرك ،
لم نعي أننا بالنسبة لهم لقمة سائغة ، وأننا الساحة المفضلة والأسهل لهم جميعا .. نتفرج
بدون ملل ، بدون هدف ، بدون أمل !
من الآن يجب أن نحسم
الأمر ، ما يدور في أمريكا شأنها هي ، وهي تستحق كل ما يجري ، ورحيل ترامب سيسعد
الجميع حتى النظام السعودي العميل الذي أوشك على الإفلاس بعد كل ما دفعه لترامب ..
فلنركز على قضايانا نحن ، خاصة قضية فلسطين ، فلا يجوز أن نتابع أخبارها ونحن على
مقاعد المتفرجين ، وخاصة - ايضا - مع المخططات الجديدة التي بدأت تظهر من تطبيع
وخطط لضم اراض جديدة والتجهيز لأغتيالات ....الخ ..
نحن نتفرج لأننا لم
نعد في موقع الفاعل ، فمتى نتحرك ونترك كراسي المشجعين ؟!
0 تعليقات