جواسيس فوق الرمال
التاريخ السري
للموساد الإسرائيلي
كتاب جواسيس فوق الرمال للكتاب الانجليزي جوردان توماس وهو مؤلف انجليزي
شهير له عشرات الكتب ويكاد يكون متخصص فى مجال الجاسوسية، والكتاب يبدو انه جزء من
الدعاية الإسرائيلية جهاز الموساد، ويظهر ذلك من أسماء المتعاونين مع المؤلف من
جهاز الموساد ممن ذكر أسمائهم فى مقدمة الكتاب وهم بالعشرات والذين قال انه لا
يستطيع ذكر أسمائهم لأنهم ما يزالون فى الخدمة .
يقع الكتاب فى سبعة شعر فصلا خلاف للشكر الذى تضمن الأسماء التى ذكرتها
وتوطئة للكتاب ...
يذكر الكاتب فى توطئته أن احد دوافعه للكتاب هو أن المكتبة البريطانية
تفتقر لمعلومات عن جهاز الموساد وان المنشور عنه كلاما قليلا يكاد يكون شحيحا بعكس
الكلام عن جهاد المخابرات الامريكى السى أى أية ...
يبدأ الكتاب بقضية لو كربى التى كانت من تخطيط وتنفيذ جهاز الموساد
الاسرائيلى والتى تمت رغبة فى اخفاء مستندات هامة كانت يمكن ان تحرج اسرائيل وكانت
هذه المستندات فى حوزة ستة من رجال الاستخبارات البريطانية والأمريكية الذين قضو
فى هذه العملية وفى الأخير تم الصاق التهمة بليبيا ظلما وعدوان، وعُقبت ليبيا على
جريمة لم تنفذها !!
ويذكر الكاتب كيف ان الموساد استطاع ان يحصل على معلومات كافية قبيل حرب
1967 مكنته من توجيه ضربة عسكرية لكل العرب فى وقت قياسى وإلحاق هزيمة ثقيلة بالعرب
.
ويشير الكاتب فى عجالة الى عملية اغتيال رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجى
العلى فى لندن 1987.
جوردان توماس هو ابن لضابط انجليزى عاش فترة فى مصر ثم انتقل للعيش والتعلم
فى إسرائيل وقد حصل على العديد من الجوائز أهمها جائزة مهرجان " مونت كارلو
" السينمائى .
الفصل الأول : خلف المرآة
يبدأ الفصل الأول بقصة احد عملاء الموساد الذين يسمون بـ كاتس، اى عميل
ميدانى . ويدعى موريس وهم من اصول أوربية حنوبية يجيد الفرنسية والانجليزية والألمانية
إضافة الى العبرية، ويتمتع بمهارات عديدة وهى التحليل والاستنتاج وربط الحدس
بالمعرفة، اضافة الى مهارات التدليل والإقناع وربما القدرة على التهديد وتم تجنيده
اثناء فترة خدمته فى جيش الدفاع الاسرائيلى ومن ثم التحق بالموساد .
يبدأ الكاتب من شقة فى ضواحى باريس وهى ما تسمى البيوت الامنة التابعة
لجهاز الموساد، والبيوت الامنة هى عبارة عن شقق أو بيوت تعد لعمليات الجهاز فى كل
مكان فى العالم ويتردد عليها عملائها بين الحين والاخر .
يدخل فنى يركب جهاز تسجيل على تلفون الشقة والشقة مؤمنة بكل وسائل الامان
من نوافذ تشطط المسح الضوئى وابواب فولاذ ضد القنابل والرصاص والشقة ربما تترك
فترت طويلة دون ان يدخلها احد ولكنه مجهزة دائما .
اما العميل موريس فهو شخص لا يثير اى اهتمام لمن حوله حتى ولو مشى فى
الشارع وحدة ربما لا يلاحظه احد وليس له اى صفات او سمات جسمانية معينة، وهذه احد
سمات رجال المخابرات الميدانيين .
وقد سبق لموريس ان عمل فى جنوب افريقيا وفى الشرق الاوسط، وكان يتحرك تحت
ستار رجل أعمال أو كاتب رحلات أو مندوب دعاية لاحد الشركات الكبرى، هذه الحكاية
تبدو انها وقعت فى الفترة ما بين الثمانينات والتسعينات والتى كان الموساد يمر
بفترة عصيبة ألحقت الضرر بسمعته وسمعة رجالة فى إسرائيل كلها .
وهنا يربط الكاتب بين حكاية موريس العميل الصهيونى ومجىء نتنياهو رئيس
وزراء اسرائيل والذى يعد اصغر من تولى هذا المنصف فى سن مبكر، والذى بدأ عمله
بتدخل سافر فى عمل الموساد رغم خبرته المخابراتيه والتى يعرف منها حدود تدخل رئيس
الوزراء فى عمل الجهاز، ولكن نتنياهو تجاوز كل ذلك فيما اعتبره مدير الجهاز ان هذا
التدخل تدخل مرحلى باعتباره انه رئيس وزراء جديد وصغير وسبق ان عمل فى الموساد .
كما ان الامر لم يتوقف عند نتيناهو وفقط بل ان زوجته سارة فعلت نفس الامر
ودعت بعض من رجال الموساد فى منزلها وقامت بطرح العديد من الأسئلة عليهم، وهو ما
فعلت هيلارى كلينتون مع السى أى أية فى امريكا .
وعودة على موريس الذى رأى ان وجوده واسناد عملية جديدة له خارج تل ابيت
توفر له فرصة عودة للعمل والقوة داخل الجهاز الذى كان يمر هو وقادته بازمة جعلت
العديد منهم يقدم على تقديم استقالته .
كانت المهمة المسندة الى موريس هو تجنيد احد العملاء الجدد، والتى حرص فيها
موريس على ان لا يلتفت اليه احد ولا تشعر به السلطات الفرنسية خشية ترحيله وافتضاح
الامر، مع سرية تامة للعملية والتى لم يكن حتى سفير اسرائيل يعلم عنها شىء بالرغم
من معرفته بموجود موريس فى باريس، وها هى العملية قاربت على النجاح .
كانت العملية تستهدف تجنيد مدير امن احد فندق " ريتز" ويدعى
"هنرى بول" وهذا الفندق محل اقامة الشخصيات الشهيرة فى العالم .
وقد قرر الموساد تجنيد " هنرى" الذى يتمتع بصلاحيات أمنية كبيرة
بالفندق تمكنه حتى من فتح خزانات النزلاء الشخصية والاستعلام عن كل كبيرة وصغيرة
داخل الفندق دون ان يشك فيه احد .
ومن خلال مراقبة بول مراقبة دقيقة عرف عنه حبه للسيارات السريعة وتنازله
للخمر وحبه لقضاء ليالى ساخنة مع النساء نظير مبالغ طائلة .
ولما اكن فندق " ريتز" محل اقامة ونزول المشاهير فقد كانت ساحة
الفندق الخارجية تعج بالمصورين الذين يبحثون عن لقطة فوتوغرافية لاحد هؤلاء مما
كان يعرضهم دائما للمطاردة من قبل بول المسئول عن امن الفندق، ولكن عرفت الموساد
بعد ذلك ان بول يتلقى العديد من الرشاوى من بعض المصورين نتيجة السماح لهم بالتقاط
الصور.
استكملت المعلومات الكاملة وخضعت للتحليل النفسى من قبل الموساد قبيل وصول الأميرة
ديانا أميرة ويلز وصديقها دودى الفايد، ابن صاحب الفندق للاقامة فى الجناح
الامبراطورى بالفندق .
قامت إدارة الفندق بالتنبيه المشدد لكل العاملين بسرية الزيارة لديانا
ودودى ولكن بول قام بتسريب هذه المعلومات الى عدد من المصورين فى مقابل رشوة كبيرة
.
فى النهاية قرر موريس ان يجند بول عبر طريقتين، الأولى ان يعمل لديه مقابل نظير
مادى هائل وتزويده بكل ما يحتاجه من معلومات حول نزلاء الفندق وضع اجهزة تنصت داخل
غرفهم اذا اقتضى الامر، والطريقة الاخرى هو وضعه تحت تهديد انه يعلم عنه انه يبيع
معلومات عن زبائن الفندق.
وبدأ موريس بالطريقة الأولى ولكن بول فاجئة وسأله تريد ان اعمل جاسوسا، وفى
نهاية عملية التجنيد والتى تعرف ب" الاقتراب البارد" كشف موريس عن
شخصيته ولصالح من سيعمل .
لكن بول وبعد ان وقع فى شراك موريس وعمل معه بدأ فى الإسراف فى شرب الخمر والأقراص
المهدئة مخافة ان يستغل الموساد تلك المعلومات فى اى وقت يدمر حياته .
فى اغسطس 1997 كان قد اقترب موعد وصول اميرة ويلز وصديقها وقد كلف بول
بحراستهم وأمنهم وان يبعد المصورين عنهم، وفى هذا التوقيت كان موريس قد زاد من
جرعت الضغط على بول بشكل هائل وعلم بول ان ابواب الهرب من الموساد أصبحت جميعها مسدودة
وبالتالى زاد إسرافه فى تناول الأقراص والشراب .
وصل الحال بالرجل انه بدا يتناول عقاقير للنوم، وعقاقير اخرى للانتباه،
وثالثة للاكتئاب مع زيدة معدلات تناوله للشراب هذا الكوكتيل من الأقراص والمشروبات
ادى الى ان تقدير بول للامور غير دقيق .
وفى ساعة متاخرة من الليل تلقى موريس اتصالا هاتفيا بان هناك حادث وقع فى
النفق الواقع اسفل ميدان " الما" وهو نفق خطر حيث اصطدمت سيارة سيدان
ماركة مرسيدس بعمود خرسانى جانبى ادى الى مصرع اميرة ويلز وصديقها نجل محمد الفايد
صاحب فندق " ريتز" وصاحب المتجر الملكى بلندن ومعهم السائق والحارس
الشخصى لهم وهو بول .
وبعد ساعة كانت موريس على متن طائرة فى طريقة الى تل ابيب عائدا من باريس
تاركا ورائه سيلا من الاسئلة .
ومنها على سبيل المثال ان الضغط الذى مارسه موريس على بول حتى يدفعه لتناول
كل هذا الكم الهائل من العقاقير لم يكن صدفه .
وفى فبراير 1998 صرح محمد الفايد بأن ما وقع من حادث لم يكن على سبيل
الصدفة، ولم يكن الامر مجرد حادث .
وهنا يقول الكاتب من خلال خبرتى فى الكتابة عن اجهزة المخابرات طوال ربع
قرن تعلمت فيها ان الكذب والخداع والتضليل والقتل والافساد والتدمير عمل يومى
لرجال المخابرات، فالافراد العاملين فى هذه الاجهزة يتم تدريبهم على استخدام
الصداقات بشكل نظيف واشكال عديدة غير نظيفة ...
وللحديث بقية
0 تعليقات