آخر الأخبار

الخونة ... مكانهم في مزبلة التأريخ







الخونة ... مكانهم في مزبلة التأريخ

   بقلم // سعد اللامي

قال تعالى "ياأيها الذين آمنوا لاتخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون “ ( الأنفال ٢٧ ) .
ربما نحتاج الى تعريف بسيط ودقيق لمعنى الخيانة ، فالخيانة تجمع كل المعاني السيئة التي يمكن ان تلحق بشخص ما ، فهي انتهاك فاضح وفظ وسمج ونقض لكل ميثاق أو عقد بين الإنسان وخالقه ( الله سبحانه ) أو حتى بين إنسان وآخر أو فرد وجماعة .

والله سبحانه قرن بين الخيانة والكفر في قوله سبحانه " ان الله لايحب كل خوان كفور " ( الحج ٣٨ ) . الخيانة مذمومة في كل المفاهيم الإلهية والأخلاقية والمجتمعية حتى مع الكفار هي مذمومة ، بل حتى مع الخونة أنفسهم ، ولهذا فأن النبي الأكرم عليه وعلى آل بيته أفضل الصلاة وأتم السلام ، قال " أدّ الأمانة الى من ائتمنك ولاتخن من خانك ".

دعونا أيضا لاننسى خيانة ( يهوذا الاسقريوطي ) الذي عُرّفَ بأنه اكبر خائن من بين الحواريين الاثني عشر والذي وسوس له الشيطان بأن يخون السيد المسيح ويسلمه الى السلطات الرومانية مقابل ثمن بخس ( ثلاثين قطعة فضية فقط ) .

( بروتوس) أبن أخت يوليوس قيصر الذي أنضم الى بلاط القيصر ليصبح واحدا من أعضاء مجلس الشيوخ في روما ، غدر بالقيصر ولازلنا لم ننسى المقولة الشهيرة ( حتى انت يابروتوس ) .

سقت هذه المقدمة مدخلا لما يجري الحديث عنه الآن ويتم تداول شريط المكالمات الذي جرى بين عميل الCIA وبين قائد عمليات الانبار !!

والغرابة في الأمر ، أن شخصا مهما في موقع المسؤولية وهو آمر لمجموعة كبيرة من الضباط والمراتب وتحت سلطته مساحة كبيرة وشاسعة من جغرافية الأرض والجو ومعدات عسكرية لاتُقدر بثمن وله حظوة ومنزلة وقيمة عليا عند القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع كونه ضابط ركن وعسكري من الدرجة الأولى !!!! مع حمايات ومخصصات وراتب جيد جدا ،، يتولى مسؤولية كبرى وأمانة عظيمة وردد قسماً بأن يحمي البلد ولايخون الامانة !!

 يأتي في لحظة لينسف تأريخه بالكامل ويجعل من نفسه حديث الساعة في كل وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة وكل الشعب يشاهد ويسمع المكالمات المخجلة التي من خلالها يوافق على تزويد القوات الأميركية وسلاح الجو الإسرائيلي بإحداثيات لمواقع وتشكيلات قطعات الحشد الشعبي البطلة التي لم تدخر شيئا الا وضحت به في كل المعارك الضروس التي خاضتها لتحرير المناطق الغربية من دنس العصابات التكفيرية التي تركت بصمة من الألم والوجع في كل بقعة من الأرض التي احتلتها هذه العصابات المنحرفة صنيعة أميركا وإسرائيل وبعضا من العرب !!

السؤال الذي يدور في ذهني والذي في ودي ان أوجهه الى قائد عمليات الانبار هو التالي ( أن لم  يكُ بلدك عزيزا عليك وهان عليك أبناءه ،، فهل من الطبيعي ان تهون عليك أسرتك وعشيرتك ؟؟ وماذا ستقول لأولادك حين يسألونك ، ماالذي فعلته ياوالدنا ؟؟ ولماذا هذه الخيانة ؟  ان كانت إجابتك بأن من بعتهم بالثمن الاوكس هم من طائفة أخرى او من قومية أخرى او من دين آخر فتذكر حديث الإمام علي ابن أبي طالب الذي قال ( البشر صنوان ، إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ) ، فكيف تجرأت على قتل أبناءك وأخوتك وهم يفترشون الصحراء ويلتحفون السماء تاركين عوائلهم وأعمالهم وكل شئ غالي عليهم وجاءوا ليدافعوا عن ارض العراق من شماله الى جنوبه ومن غربه الى شرقه وليكونوا عونا لكم وداعمين ومساندين .. !

ماذا ستقول للتأريخ وأين ستخبئ نفسك وأنت ستشعر ان الجميع يلاحقك وأولهم الرب سبحانه الذي سيحاسبك اشد الحساب على كل قطرة دم أُهدرت من خلال خيانتكم ... فويل لكم من عذاب الله أولا ومن لعنة الناس والتأريخ ثانيا ... وأخيرا ،، نصيحتي لك ان تنتحر قبل ان يقتلك الخوف والعار ... وما على الخائن من سلام .

إرسال تعليق

0 تعليقات