فاروق الفقى " الصعود إلى الهاوية"!!
الخيانة ليست ظروف اقتصادية .....
كل شىء يهون إلا خيانة الوطن
فهي جريمة كبري لا تغتفر كون المجني عليه هو الوطن وكل عمل مشين يمكن للمرء أن يجد
مبررا لفاعله إلا خيانة الوطن لا مبرر لها ولا شفاعة لمرتكبها مهما كانت منزلته
ومهما كان السبب الذي يدفع لها فهو أبدا لا يشفع أن تبيع وطنك وتتآمر عليه فالوطن
بمنزلة العرض والشرف للإنسان ومن هان عليه وطنه يهون عليه عرضه وشرفه.
ببساطة ما من عرف أو دين أو
عقيدة أو فكر يبرر لك خيانة الوطن... إنه العار نفسه أن تخون وطنك ومهما كان عذرك
للخيانة فلا عاذر لك فالخيانة هي خيانة وجه قبيح لا يجمله شىء والوطن لا ينسي من
غدر به وخانه سرا أو علنا وإن صفحت السلطات بالدولة عن خائن فالوطن والتاريخ لا
يصفح أبدا ويظلان يذكران الخائن بعد موته فهما لا يغفران لخائن أبدا ولكن للأسف
هناك من يعيشون علي أرض مصر ويرتضون لأنفسهم الإقدام علي خيانة وطنهم وشعبهم وبيع
ضمائرهم والتعاون مع أعداء الوطن.. هؤلاء لا يهمهم خيانة الوطن بقدر ما تهمهم
مصالحهم الشخصية يتآمرون علي الوطن مع الأجنبي وغير الأجنبي من أجل المال والسلطة..
إن ثمن الخيانة كبير يجب أن
يتحمله من باع ضميره ووجدانه وأدار ظهره للوطن فما زال هناك من الخونة من هم
موجودون بيننا ويتآمرون علي الوطن يتعاملون معنا وكأن شيئاً لم يحدث...!!
الجاسوس عبد الحميد الفقى
فاروق عبدالحميد الفقي وفاة
(1973) كان ضابطا في الجيش المصري برتبة مقدم مهندس صاعقة ويشغل منصب مدير مكتب
قائد سلاح الصاعقة (وقتها) العميد نبيل شكري ورئيس الفرع الهندسي لقوات سلاح
الصاعقة في بداية السبعينيات، تم تجنيده من قبل خطيبته الجاسوسة هبة سليم. قام
بتسريب وثائق وخرائط عسكرية بالغة الأهمية موضحاً فيها منصات الصواريخ "سام 6"
المضادة للطائرات التي كانت القوات المسلحة المصرية تسعى ليل نهار لنصبها لحماية
مصر من غارات العمق الإسرائيلية وبالإضافة إلى دورها الكبير في حرب أكتوبر
1973،التي منعت الطائرات الإسرائيلية من الإقتراب من قناة السويس. وكان سيكشف موعد
حرب أكتوبر ما لم يتم القبض عليه.
سقوط فاروق فى البئر
كان فاروق من مرتادي نادي
الجزيرة وهناك سقط في غرام هبة سليم منذ أن شاهدها لأول مرة بصحبة عدد من صديقاتها
في النادي، لكنها كانت غير راغبة في الارتباط به حيث كان بالنسبة لها شابا عاديا
لا يملك من مقومات فتى أحلامها شيئا. ظل فاروق يطاردها في أروقة النادي ولا يكف عن
تحين الفرصة للانفراد بها، وإظهار إعجابه الشديد ورغبته الملحة في الارتباط بها
لكنها كانت تصده بشدة.
قررت هبة السفر الي باريس لاستكمال
دراستها العليا عام 1968 فانقطعت إخبارها عنه وتم تجنيدها من قبل الموساد هناك
التي طلبت منها اللعب في أدمغة الطلاب العرب المتواجدين بفرنسا.
روت هبة ذات يوم لضابط الموساد
الذي كان مسؤولا عنها عن المقدم مهندس فاروق عبدالحميد الفقي الضابط في الجيش
المصري، ومطارداته الساذجة لها في أروقة النادي وخارج النادي، وكادت يوماً ما أن
تنفجر فيه غيظاً في التليفون عندما تلاحقت أنفاسه اضطراباً وهو يرجوها أن تحس به.
ولكنها كانت قاسية عنيفة في صده.
تذكرت هبة هذا الضابط الولهان،
وتذكرت وظيفته الهامة في مكان حساس في القوات المسلحة المصرية. طار من الفرح
الضابط الإسرائيلي عند سماعه تلك الجمل وطلب منها تجنيده مهما كان الثمن.
اكتشافه:
لوحظ لدى القيادة العامة
للقوات المسلحة ولأجهزة المخابرات العامة والحربية، أن جميع مواقع الصواريخ
الجديدة تدمر أولاً بأول وبدقة شديدة بواسطة الطيران الإسرائيلي.
وحتى قبل أن يجف الأسمنت المسلح بها، وتنتج عنها
خسائر جسيمة في الأرواح، وتعطيل في تقدم العمل وإنجاز الخطة التي وضعت لإقامة حائط
الصواريخ المضادة للطائرات.
تزامنت الأحداث مع وصول
معلومات لرجال المخابرات المصرية بوجود عميل "عسكري" قام بتسريب معلومات
سرية جداً إلى إسرائيل. وبدأ شك مجنون في كل شخص ذي أهمية في القوات المسلحة، وفي
مثل هذه الحالات لا يستثنى أحد بالمرة بدءاً من وزير الدفاع.
والشكوك تحوم حول الجميع، إلى
أن اكتشف أحد مراقبي الخطابات الأذكياء من المخابرات المصرية خطاباً عادياً مرسلاً
إلى فتاة مصرية في باريس سطوره تفيض بالعواطف من حبيبها. لكن الذي لفت انتباه
المراقب الذكي عبارة كتبها مرسل الخطاب تقول أنه قام بتركيب إيريال الراديو الذي
عنده، ذلك أن عصر إيريال الراديو قد انتهى. إذن فالإيريال يخص جهازاً لاسلكياً
للإرسال والاستقبال.
وانقلبت الدنيا في جهازي
المخابرات الحربية والمخابرات العامة وعند ضباط البوليس الحربي، وتشكلت عدة لجان
من أمهر رجال المخابرات، ومع كل لجنة وكيل نيابة ليصدر الأمر القانوني بفتح أي
مسكن وتفتيشه. وكانت الأعصاب مشدودة حتى أعلى المستويات في انتظار نتائج اللجان،
حتى عثروا على جهاز الإيريال فوق إحدى العمارات بحي الدقي.
واتصل الضباط في الحال باللواء
محمد فؤاد نصار مدير المخابرات الحربية وأبلغوه باسم صاحب الشقة، فقام بإبلاغ
الفريق أول أحمد إسماعيل علي وزير الدفاع "قبل أن يصبح مشيراً" الذي قام
بدوره بإبلاغ الرئيس السادات.
حيث تبين أن الشقة تخص المقدم
فاروق عبدالحميد الفقي، وكان يعمل وقتها مديرا لمكتب قائد سلاح الصاعقة (وقتها)
العميد نبيل شكري وكان بحكم موقعه مطلعاً على أدق الأسرار العسكرية، فضلاً عن دوره
الحيوي في منظمة سيناء وكان الضابط الجاسوس أثناء ذلك في مهمة عسكرية بعيداً عن
القاهرة.
وعندما اجتمع اللواء محمد فؤاد
نصار بقائده. رفض القائد أن يتصور حدوث خيانة بين أحد ضباط مكتبه. خاصة وأن المقدم
فاروق يعمل معه منذ تسع سنوات، بل وقرر أن يستقيل من منصبه إذا ما ظهر أن رئيس
مكتبه جاسوس للموساد.
وعندما دخل فاروق إلى مكتبه
كان اللواء حسن عبد الغني نائب مدير المخابرات الحربية ينتظره جالساً خلف مكتبه
بوجه صارم وعينين قاسيتين فارتجف رعباً وقد جحظت عيناه وقال في الحال "هو
أنتوا عرفتوا؟؟".
وعندما ألقى القبض عليه استقال
قائده على الفور، ولزم بيته حزيناً على خيانة فاروق والمعلومات الثمينة التي قدمها
للعدو.
وفي التحقيق اعترف الضابط
الخائن تفصيلياً بأن خطيبته جندته بعد قضاء ليلة حمراء معها، وأنه رغم إطلاعه على
أسرار عسكرية كثيرة إلا أنه لم يكن يعلم أنها ستفيد العدو.
وعند تفتيش شقته أمكن العثور
على جهاز اللاسلكي المتطور الذي يبث من خلاله رسائله، وكذا جهاز الراديو ونوتة
الشفرة، والحبر السري الذي كان بزجاجة دواء للسعال. ضبطت أيضاً عدة صفحات تشكل
مسودة بمعلومات هامة جداً معدة للبث، ووجدت خرائط عسكرية بالغة السرية لأحشاء
الجيش المصري وشرايينه، تضم مواقع القواعد الجوية والممرات والرادارات والصواريخ
ومرابص الدفاعات الهامة.
عميل مزودج:
خلال التحقيقات التي أجريت في
مبنى المخابرات المصرية اعترف فاروق بما حدث، وكيف جندته خطيبته، لكنه قال إنه لم
يكن يعلم أن المعلومات التي قدمها لها كانت ستفيد العدو، معربًا عن ندمه عندما
أخبروه بأنه تسبب في مقتل العديد من العسكريين من زملائه من جراء الغارات
الإسرائيلية.
قدم سريعا للمحاكمة العسكرية
التي أدانته بالإعدام رمياً بالرصاص، لكن جهاز المخابرات كان له رأي آخر يتمثل في
استثمار ما يضعه جهاز الموساد من ثقة في فاروق وشريكته، فطلب من فاروق أن يستمر في
نشاطه خاصة أن هبة لم تعلم بعد بأمر القبض عليه والحكم بإعدامه.
اقتيد فاروق إلى مكان خاص
بالمخابرات المصرية، وخضع لسيطرة نخبة من الضباط تولت توجيهه، ليتم إرسال رسائل
بواسطة جهاز اللاسلكي من صنع المخابرات الحربية، تم توظيفها بدقة ضمن مخطط للخداع
فيما تواصل الاتصال مع هبة بعد القبض على فاروق لمدة شهرين.
إعدامه:
تم إعدامه بمشاركة قائده نبيل
شكري.
0 تعليقات