علي الأصولي
أن نظرية القرآن البعدي مفضية إلى مبان من هذه المباني هو عدم
اهتمام السماء - حسب تعبيراتهم - بحفظ القرآن وتدوينه وبالتالي فلا معنى والإيمان
بدستوريته واعتقاد إطلاق آياته وبالجملة وأحكامه.
وللمدافع أكثر من دليل ودحض هذه الفرية التي ذكرها بعضهم (من جيب
الصفحة) بتمحلات ملحوظة.
ومن هذه الأدلة - أدلة - اهتمام الله بكتابه وما يترتب عليه من
قضايا وأمور ومنها عدم التحريف. من هذه الأدلة هي ما نص عليه القرآن الكريم على
نحو الحكاية عن لسان الله وإرادته بالتالي. إذ قال{إنا نحن أنزلنا الذكر وإنا إليه
حافظون} الحجر ٩/
وكما نلاحظ في الآية توكيد{إن} و {نحن} ناهيك عن ملاحظة {لام}
التوكيد واسمية الجملة وضمير ووصف الجمع. الطاردة لكل مساحات وحصص الشك فضلا عن
الإنكار كون القرآن نازلا من قبل الله من جهة وكونه قد تكفل بحفظه من جهة أخرى،
ولعل أكثر مشاكسة حاول أو يحاول التمسك بها الآخر ويجدها وجيهة هي
كون نفس هذه الآية محرفة وبالتالي هي ليست من أصل القرآن فحينئذ لا يمكن الاستدلال
بالحفظ من خلال هذا الاحتمال.
وفيه: ان مقولة التحريف دعوى على مدعيها إثباتها من طرف بيانية
واستدلالات برهانية لا التمسك بمحتملات ليس عليها شاهد سوى التشهيات وطرح الآراء
وعدم مستنداتها.
وبالجملة: كما أن الإثبات يحتاج إلى دليل فكذلك النفي يحتاج إلى
دليل سواء بسواء ما دام الموضوع في ساحة الأفكار والمدعيات.
وكيف كان: قوله تعالى{تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين}
وقوله {ذلك الكتاب لا ريب فيه} كاف بصرف الشك والترديد النفسي واحتمالية التحريف
بصرف النظر عن مقدمات مقولة التحريف ومبانيها كالنظرية البعدية.
0 تعليقات