علي الأصولي
هذه جملة من الأوراق البحثية التي اخترناها وما يناسب الزمان
وأجواء شهر رمضان وزمان نزول القرآن الكريم ومحاولة التلبيس على المتلقي ودعوى
بعديته. على أننا ووفقا لعلماء السلف الصالح وصولا لأصحاب الأئمة(ع) وإليهم نؤمن
بقبليته وما توفر في المقام من أدلة سوف نتعرض لها في قابل المقالات تبعا.
ولا انصح إلا باتخاذ مقولة سقراط التي نبه ونصح بمفاد {اتبع الدليل
حيثما قادك} على أن يصح واقعا ما يتبع دليلا بينا لا وهم الدليل ومغالطاته
الصناعية.
وهنا أحببنا التنويه بنقض البعدية بلوازم فاسدة أن قبلها مدعيها
فلا مناص وتنبيه من لم ينتبه ولوازمها.
اللازم الأول: من يؤمن ببعدية القرآن فهذا يلزم القول بتحريفه ونقصان آياته بل
ودخول آيات أجنبية على سياقاته.
ويترتب على هذا اللازم إشكالية استنباط الأحكام الشرعية وعدم
القدرة وتحديد مرادات المولى ولا أقل بشك ومخرجات النتائج المفضية منه.
اللازم الثاني: عدم اعتبار القرآن بقضه وقضيضه كونه معجز إذ أن الإعجاز
قاض ببلاغته ومضمونه ونظمه وتعاليمه. بالتالي أن ثبت التحريف بدعوى البعدية ثبت
بالملازمة عدم الإعجاز. وبالنتيجة أن هذا المعجز ملاك صدق النبوة فإن ثبت عدمه فلا
خبر جاء ولا وحي نزل. أتمنى ومن انساق ومدعيات البعدية أن يلاحظ هذه اللوازم
وبالتالي عدم الوقوع بفخ المغالطات.
اللازم الثالث: أن دعوى البعدية تلازم إسقاط الحجة وبالتالي انخراط
وانخراط النظام العلمي والعملي والسلوكي الأخلاقي إذ لا يمكن الاعتماد على أصل
عقدي فيه ما فيه ولا يمكن البناء على كتاب لم يثبت صحته. وهذا اللازم هو ما يبتغيه
الاتجاه الربوبي ومحاولة إنشاء أديان أرضية لا تعرف لها أصل من فصل وكثرة الأمزجة
والاستحسانات وبالتالي الوقوع بالتناقضات.
0 تعليقات