حمدى عبد العزيز
28 سبتمبر 2021
هناك انكشاف فاضح في طبيعة موقف السلطات العراقية من إقامة فعاليات
مؤتمر ماسمي ب(السلام والاسترداد) الذي أقيم علي الأراضي العراقية ..
فالسلطات العراقية سكتت ولم تنطق حتي تمت كل مراحل الإعداد لمؤتمر
أربيل الداعي للتطبيع مع الدولة الصهيونية ، ثم لم تنطق ببنت شفة عندما تم الإعلان
عن الدعوة إليه ، وتوالي إعلان قائمة الأسماء المشاركة من الولايات المتحدة
وإسرائيل ، ومن ثم توالي تدفقهم علي الأراضي العراقية ، ولم يدخلوا إليها متسللين
أو متخفين في شخوص مستعارة ..
كل ذلك إذن قد تم تحت بصر وسمع السلطة العراقية ..
ثم بعد أن انتهي المؤتمر وتمت جميع أعماله وفعالياته في كردستان
وبعد أن أعلنت رسالة رئيس وزراء الدولة الصهيونية إلي المشاركين فيه بالإضافة
إعلان توصياته وتقارير أعماله التي توصي بالتطبيع مع الدولة الصهيونية ..
انتظرت سلطات العراق حتي تمت جميع الخطوات التمهيدية والإعداد
والإعلام والفعاليات والبيان النهائي ، ثم إذ بها قد أفاقت بعد غيبة لتعلن رسمياً
بعد انتهاء المؤتمر رفضها له ، واعتبار أنه لايمثل العراق ، وكأنهم يتصورون أننا
سنصدق أن مايتم إعلانه رسمياً علي الملأ هو نفسه مايجري في الخفاء .
بالطبع لسنا سذجاً لنصدق عدم تورط النظام العراقي (الذي يتكون من
أولاد برايمر ورجاله المخلصين) في تمرير أعمال المؤتمر حتي يتم استخدامه كبالون
اختبار (كخطوة مبدئية نحو التطبيع مع الدولة الصهيونية)
وستكشف الأيام عن التفاصيل التي جرت وراء كواليس السماح بإقامة
المؤتمر (حتي ولو كان في أربيل) ، والسماح للمسئولين والشخصيات الإسرائيلية
المشاركة بعبور أرض العراق المستباحة لكل القوي الدولية والإقليمية بعلم ومشاركة
وتواطؤ النظام العراقي ..
الرهان في العراق هو علي الشعب العراقي ، ولاقوة غيره ستستطيع أن
تهزم دعاة التطبيع ، وأتباع برايمر ، وكل المتواطئين مع التفريط في استقلال العراق
وسلامة ووحدة أراضيه ، وحق شعبه بكل تنوعاته في حياة كريمة علي أرض وطن حر مستقل
وموحد ..
ويبدو أن رد الفعل الشعبي العراقي الرافض للمؤتمر وللتطبيع مع
الصهاينة كان عارماً بدرجة قد فاجأت أركان السلطة العراقية ، وهذا ماقد يفسر لجوء
الرئاسة والحكومة العراقية للإعلان الرسمي الرافض لقرارات المؤتمر ..
___________
0 تعليقات