علي الأصولي
وانسياقا مع ما قرره الفيلسوف - كانت - الواقع بحسب ذاته والواقع
بحسب ذواتنا - وما نحن فيه الآن،
ربما تسعفنا القصة الرمزية التي رواها أو رويت عن - بوذا - وحاصلها
: جيء بمجموعة من - العميان - وأمروهم بأن يتلمس كل منهم جزء من الحيوان - الفيل -
الذي وضع أمامهم. أحدهم تلمس الرأس والأخر تملس الأذن والثالث تلمس الذيل، والرابع
تلمس الرجل،
وبعد هذه العملية كل منهم أعطى وصفا مغايرا لما وصف به الآخر،
وبالتالي اختلفوا بالتوصيفات ولم يعلم أي منهم ما هو الحيوان الذي كان أمامهم!
لعل قصتنا شبيه إلى حد كبير وقصة العميان - وهذا الفيل - فكل جماعة
تصف الدين من خلال الزاوية التي تمت رؤيته منها. ولذا كل جماعة ذهبت توصيف دينها
من خلال أئمة مذهبها.
هذه القصة يمكن أن تكون صحيحة. وصحيحة جدا فيما لو لم تكن هناك
مرجعية برتبة سابقة تحدد طبيعة النظر والزاوية. وهذه المرجعية يفترض كونها مرجعية
- معصومية - لضمان صحة الحكم والنظر وبالتالي النتيجة،
وهذا ما نحاول إثباته من خلال هذه القراءة - الأساسات والمرتكزات -
فعلينا برتبة سابقة طوي عدة مقدمات والتدليل عليها للخروج من إشكال قصة وقبضة -
عميان بوذا والفيل - وعليه: ما قرره - كانت - صحيح إلى حد ما ، ولكننا سوف نستعين
بقنوات ندعي أنها على علم وإطلاع على - الواقع لذاته - ولأجل ذلك عقدنا هذه
القراءة. بالتالي كل قراءة فلسفية أو عرفانية أو صوفية ما لم ترجع بالأساسات
والمستندات الى المحكم العلمي القرآني بحسب بيانات أئمة الدين (ع). فهي قراءة
مشوهة حتى لو تبناها الناس طولا وعرضا تبعا لعارف هنا أو لعارف هناك أو متكلم
معاصر أو فيلسوف غابر .
والى الله تصير الأمور ..
0 تعليقات