القاهرة .. طهران 2019 ( المثالح تتصالح )
تقرير الموقع
احتفال مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة بمرور ٤٠ عاما على الثورة الإيرانية، حيث أوفدت وزارة الخارجية المصرية، نائب وزير الخارجية المصري للشؤون الأسيوية السفير خالد ثروت للمشاركة في احتفالات الثورة الإيرانية، في خطوة تؤكد ان القاهرة لا تريد ان تنخرط فى حالة العداء الاقليمى والدولى ضد ايران، ولم تكن هذه هى الخطوة الاولى وفقط ...
فبعد زيارة مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي الأخيرة للشرق الأوسط، حاولت القاهرة مجددا تبنى خطاب يؤكد على عدم توافقها مع سياسة مواجهة ايران . وربما كانت مشاركة مصر في قمة وارسو المناهضة لإيران تهدف الى عزوف مصر عن المشاركة بعمق في تلك القمة ، حيث صرح وزير الخارجية البولندي ياتسيك تشابوتوفيتش عن احتمال قيام مصر بإرسال نائب وزير، وذلك على عكس مشاركة وزراء معظم الدول العربية. وبالطبع، كان ذلك مجرد إشارة من عدة إشارات توحي بوجود تضارب نسبي في موقف القاهرة بشأن الحملة الدولية الحالية ضد إيران.
وأما فى خصوص الملف اليمنى فقد كانت مشاركة مصر في تحالف دعم الشرعية الذي تقوده السعودية والإمارات في اليمن بمثابة خطوة رمزية أكثر من كونها فعلية. ويذكر أنها رفضت سابقا إرسال قوات برية للمشاركة في العملية العسكرية السعودية ضد الحوثيين في اليمن .
وفى ما يتعلق بموقف البلدين في الشأن السوري، حيث يسود التفاهم التام بين المصريين والإيرانيين، حتى على حساب حلفائها الخليجيين، فالقاهرة تدعم الأسد بشكل صريح، وهو حليف طهران التاريخي. فعلى عكس التوقعات، صوتت مصر في تشرين الأول/أكتوبر 2016، لصالح قرار روسي يتعلق بسوريا، وتدعمه إيران، وتعارضه السعودية- في مجلس الأمن، مما تسبب في حالة غضب عارمة لدى المملكة. ومع ذلك، لم تتعرض القاهرة لأي ضغوطات لدفعها لاتخاذ موقف أكثر قوة ضد النظام الإيراني. ومن ثم، واستنادا لتلك المؤشرات وغيرها، يبدو أن الطرفين ليس لديهما نية الصدام في المستقبل القريب.
أن أولويات القاهرة منذ اليوم الأول لمجيء السيسي للسلطة، كانت وما زالت تتمحور حول مواجهة خطر الارهابى سواء داخل مصر أو خارجها. فالقاهرة دعمت الأسد في حربه ضد الجماعات ا المتطرفة.، كما أنها في الوقت الراهن، تخوض حربا إقليمية شرسة مع تركيا وقطر، الذين يدعمان مشروع جماعة الإخوان المسلمين في المنطقة. فبالسبة للقاهرة، يمثل المشروع الإخواني المدعوم من قبل أنقرة والدوحة خطرا وجوديا يتطلب مواجهة حاسمة وسريعة.
إن القاهرة وطهران بينهما اتفقا تام بضرورة إخضاع البرنامج النووي الإسرائيلي للرقابة الدولية.
0 تعليقات