آخر الأخبار

المختار الثقفي السيرة والمسيرة (3)




المختار الثقفي السيرة والمسيرة (3)

على فخرى العابدى


 (المختار الثقفي عند علماء الإمامية)


ذهب أكثر علماء الإمامية إلى القول بأن المختار كان سليم الطريقة مشكور الموقف والعمل والطعن بصحة عقيدة الرجل خلاف المشهور بين إعلام الإمامية عدا القلة من الإعلام الذين توقفوا عن الحكم من باب الاحتياط ومن الإعلام الذين اعطوا رأيهم بالمختار وثورته المباركة :

1_ السيد الشهيد محمد الصدر
حيث ذكر في كتاب شذرات من فلسفة تاريخ الحسين : إنه لا شك انه مخلص بدرجة معتد بها حيث شارك مسلم بن عقيل في حركته وأعانه على أهدافه وهو يعلم أن من نتائج ذلك السجن أو القتل لان الحكم الحقيقي لم يكن بيدهم بل بيد أعدائهم وقد تحمل السجن عدة سنوات ثم طالب بثأر الحسين عليه السلام ولم يكن شكليا لانه لو كان كذلك لما كانت هناك همة لقتل قتلة الحسين عليه السلام مع انه كان متحمسا إلى هذه الجهة ومهتما بها مضافا إلى ذلك أنه قتل في سبيل عمله ولو كان طالبا للدنيا لكان في الأولى أن يصالح أو يهادن أو يتنازل أو يختفي على أقل تقدير ولم يفعل


2_ قال ابن نما الحلي: به خبت نار وجد سيد المرسلين وقرة عين زين العابدين وما زال السلف يتباعدون عن زيارته ويتقاعدون عن إظهار فضيلته تباعد الضب عن الماء والفراقد من الحصباء ونسبوه إلى القول بإمامة محمد بن الحنفية ورفضوا قبره وجعلوا قربهم إلى الله هجره مع قربه، وإن قبته لكل من خرج من باب مسلم بن عقيل كالنجم اللامع، واعلم أن كثيراً من العلماء لا يحصل لهم التوفيق بفطنة توقفهم على معاني الأخبار ولا رؤية تنقلهم من رقدة الغفلة إلى الاستيقاظ ولو تدبروا أقوال الأئمة في مدحه لعلموا أنه من السابقين المجاهدين الذين مدحهم الله تعالى - جل جلاله - في كتابه المبين ودعاء زين العابدين عليه السلام دليل واضح وبرهان لائح، على أنّه عنده من المصطفين الأخيار ولو كان على غير الطريقة المشكورة ويعلم أنه مخالف له في اعتقاده لما كان يدعو له دعاء لا يستجاب ويقول فيه قولاً لا يُستطاب وكان دعاؤه عليه السلام له عبثاً والإمام عليه السلام مُنزَّه عن ذلك.

3_ قال ميرزا محمد الأستر آبادي بعد استعراضه الكلمات المادحة والذامة له: والذي يظهر لي ترك سبّه وعدم الاعتماد على روايته والله أعلم بحاله.

4_ قال عنه الشيخ عبد الله المامقاني: كان إمامي المذهب ومؤمناً بإمامة الأئمة المعصومين عليهم السلام وكانت ثورته وحركته بإذن من الإمام السجاد عليه السلام وإن لم تثبت وثاقته إلا أن كلمات المدح والثناء عليه تضعه في الحسان. وإن لم يكن للرجل إلا ترحم الإمام الباقر عليه السلام عليه ثلاث مرّات في مجلس واحد لكفاه.

5_ عند العلامة الحلي: بما أن العلامة الحلي خص القسم الأول من كتابه بالإمامية فقط ولم يذكر فيه من غير الإمامية أحداً مهما بلغ من الوثاقة ومن هنا نعرف أن إدراج العلامة للمختار ضمن قائمة الرجال الذين ترجم لهم في هذا القسم من كتابه بأنه يذهب إلى القول بكون المختار إمامي المذهب والمعتقد.

6_ قال عنه العلامة المجلسي بعد استعراض الروايات الكثيرة المتعرّضة للمختار: إنه وإن لم يكن كاملاً في الإيمان واليقين ولا مأذوناً فيما فعله صريحاً من أئمة الدين، لكن لما جرى على يديه الخيرات الكثيرة وشفي بها صدور قوم مؤمنين كانت عاقبة أمره آئلة إلى النجاة فدخل بذلك تحت قوله سبحانه ﴿وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ (سورة التوبة) وأنا في شأنه من المتوقفين وإن كان الأشهر بين أصحابنا أنه من المشكورين.

7_ عند السيد ابن طاووس: ذهب إلى ترجيح روايات المدح على الروايات الذامة

8_ عند السيد الخوئي: ذهب إلى القول بأن الظاهر من الروايات أن حركة المختار كانت بإذن خاص من الإمام السجاد عليه السلام.

9_ عند العلامة الأميني وصفه برجل الهدى، الناهض المجاهد والبطل المغوار، المختار بن أبي عبيد الثقفي. ثم قال: ومن عطف على التاريخ والحديث وعلم الرجال نظرةً تشفعها بصيرة نفّاذة، علم أنَّه في الطليعة من رجالات الدين والهدى والإخلاص، وأنَّ نهضته الكريمة لم تكن إلّا لإقامة العدل باستئصال شأفة الملحدين، واجتياح جذوم الظلم الأموي، وأنَّه بمنتزح من المذهب الكيساني، وأنَّ كل ما نَبزوهُ من قذائف وطامّات لا مُقيلَ لها من مستوى الحقيقة والصدق، ولذلك ترحّم عليه الأئمّة الهداة سادتنا، السجّاد والباقر والصادق عليهم السلام. وبالغ في الثناء عليه الإمام الباقر عليه السلام، ولم يزل مشكوراً عند أهل البيت عليهم السلام هو وأعماله.

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين






إرسال تعليق

0 تعليقات