هل مسجد الأقصى في فلسطين
قراءة في سورة الإسراء
القدس في اللغة: نقرأ في لسان
العرب لابن منظور التقديس تنزيه الله عز و جل. وفي التهذيب القدس تنزيه الله،
ويقال القدوس من القدس بمعنى الطهارة، والتقديس أي التطهير والتبريك، والقدس
البركة، والأرض المقدسة منه، وبيت المقدس من ذلك أيضا، والأرض المقدسة الطاهرة هي
دمشق وفلسطين وبعض الأردن، ويقال أرض مقدسة أي مباركة.[١] فمدار المعنى، على
السلامة والتنزه والطهارة والبراءة من كل عيب ونقص ودنس، وعلى كثرة الخير والبركة
والزكاة والعظمة والفضل.
أسماء القدس عبر التاريخ
أما بالنسبة لاسم المدينة، فقد
اعتمد الباحثون على مواد العهد القديم، فقالوا بأنّ اسمها الأول كان
"يبوس" نسبة لليبوسيين و هم من العرب البائدة، ثم صار اسمها
"أورشاليم" بصيغ متنوعة زمن الإسكندر الأكبر 332ق.م، ثم "مدينة
داود" عام 1049ق.م زمن النبي داود، ثم "أورسالم" في زمن البابليين
عام 559ق.م، ثم سميّت "ايلياكابتولينا" زمن الروماني ادرياتوس عام138م
وبقيت على هذا الاسم إلى عهد هرقل 627م.
ويضاف إلى هذا أنّ أسفار العهد
القديم أطلقت عليها أسماء أخرى مثل: سالم، وهيروساليما، وبيدارأرنان، وأريئيل،
ومدينة قوية، وابنة صهيون، والمدينة الدموية، ومدينة الرب... وأشار إليها
المسيحيون أحياناً باسم "الضريح المقدس".[٢]
وقد غلب على المدينة اسم "القدس" الذي هو اسم من أسماء الله الحسنى، وسميّت كذلك بـ "بيت المقدس" الذي هو بيت الله، وهو المسجد الأقصى بقرينة قوله تعالى:﴿ الذي باركنا حوله﴾ ووجه التسمية كونه أبعد مسجد إلى مكان النبيومن معه من المخاطبين وهو مكة التي فيها المسجد الحرام.[٣]
هل المسجد الأقصى في فلسطين هو
التفسير الصحيح لسورة الإسراء؟
نورد الحقائق مسندة من روايات
أهل بيت العصمة والرسالة أن المسجد الأقصى الذي ورد في سورة الإسراء ليس له أي
علاقة بالمسجد الأقصى الموجود في فلسطين :
1. إنّ المسجد الأقصى المذكور في أول سورة الإسراء : إنما هو البيت المعمور الذي في السماء وليس المسجد الأقصى المعروف في بيت المقدس فقد ورد في تفسير الصافي للكاشاني 1/ 669 – 670 في تفسير قوله تعالى ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) يعني إلى ملكوت المسجد الأقصى. قال: " ذاك في السماء، إليه أسري رسول الله صلى الله عليه وآله ".
2. وجاء في تفسير القمي عن الباقر عليه السلام أنه كان جالساً في المسجد الحرام فنظر إلى السماء مرة وإلى الكعبة مرة ثم قال { سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى } وكرر ذلك ثلاث مرات ثم التفت إلى إسماعيل الجعفي فقال أي شئ يقول أهل العراق في هذه الآية يا عراقي ؟ قال يقولون أسري به من المسجد الحرام إلى بيت المقدس، فقال ليس كما يقولون ولكنه أسري به من هذه إلى هذه وأشار بيده إلى السماء وقال ما بينهما حرم .
3. وقال العياشي عن أبي عبد الله قال: سألت عن المساجد التي لها الفضل فقال: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، قلت: والمسجد الأقصى جعلت فداك ؟ قال: ذاك في السماء، إليه أسرى برسول الله عليه وسلم، فقلت: إن الناس يقولون إنه بيت المقدس فقال: "مسجد الكوفة أفضل منه ] تفسير الصافي 3/ 166.
أما التفاسير الشيعية التي ورد
فيها أن الإسراء المسجد الأقصى أنه فلسطين يقصد فيه الصخرة المباركة التي انجذبت
الى رسول الله صلى الله عليه وآله لترافقه وليس الى المسجد الأقصى نفسه لأن
الوقائع التاريخية تثبت أن أيام الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله عموماً وفي
حادثة الإسراء والمعراج خصوصاً لم يكن المسجد الأقصى ولا مسجد الصخرة مبينيان
أصلاً ولم يكن لهما وجود.
والوقائع التاريخية تثبت أن
المسجد الأقصى بني في أيام الخليفة الثاني عندما استشار أحد أحبار اليهود
والصخرة بنيت القبّة عليها في
الزمن الأموي أيام عبد الملك بن مروان.
1. وجاء في كتاب منتهى الآمال لعباس القمي. والمشهور على أن المسجد الأقصى هو بيت المقدس و لكن يظهر من الأحاديث الكثيرة أن المراد منه هو البيت المعمور الذي يقع في السماء الرابعة وهو أبعد المساجد.
2. وروي الكليني في كتابه
الكافي والطوسي في كتاب التهذيب، وابن قولوبه في كتاب كامل الزيارات، بالإسناد عن
أبي عبد الله الصادق قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين وهو في مسجد الكوفة فقال:
السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، فردَّ عليه، فقال: جعلت فداك
إني أردت المسجد الأقصى، فأردت أن أسلم عليك، وأودعك،
قال عليه السلام: وأي شيء أردت
بذلك ؟ ، فقال الفضل، جعلت فداك، قال عليه السلام: فبع راحلتك ، وكل زادك ، وصل في
هذا المسجد - أي مسجد الكوفة -،
فإن الصلاة المكتوبة فيه حجة
مبرورة، والنافلة عمرة مبرورة ، والبركة منه على اثني عشر ميلاً ، يمينه يمن ،
ويساره مكرمة ، وفي وسطه عين من دهن ، وعين من لبن ، وعين من ماء ، شراب للمؤمنين
، وعين من ماء ، طاهر للمؤمنين . منه سارت سفينة نوح، وصلى فيه سبعون نبياً،
وسبعون وصياً، أنا أحدهم، وقال بيده في صدره، ما دعا فيه مكروب بمسألة في حاجة من
الحوائج إلا أجابه الله تعالى، وفرج عنه كربته. الكافي للكليني 3/ 491 – 492 ،
وسائل الشيعة 3/529 .
مصادر أهل السنّة التأريخية في
بناء المسجد الأقصى وقبّة الصخرة:
ذكرت المصادر التاريخية أن
بناء القبة على الصخرة يرجع إلى عهد الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان(3)، حيث أمر
سنة 66هـ ببناء القبة على صخرة بيت المقدس تكنّ المسلمين من الحر والبرد وعمارة
الجامع الأقصى ، وقد كمل البناء سنة 70هـ وقيل 73هـ، وقد وكل عبدالملك للقيام بذلك
رجاء بن حيوة ويزيد بن سلام مولاه.
وقد أورد صاحب كتاب ( إتحاف
الأخصا بفضائل المسجد الأقصى) :
ما هي قصة المسجد الأقصى ؟ ومن
بناه ؟
بما روي في فتح بيت المقدس أن
عمر بن الخطاب استشار كعباً أن يضع المسجد، فقال: اجعله خلف الصخرة، فتجتمع
القبلتان، قبلة موسى، وقبلة محمد – صلى الله عليه وسلم- فقال: ضاهيت اليهودية
إذن المصادر التاريخية تثبت أن
المسجد الأقصى من بناه هو الخليفة الثاني عندما فتح فلسطين وليس للمسجد الأقصى أي
ارتباط برسول الله صلى الله عليه وآله والأئمة الأطهار عليه السلام.
1 تعليقات
ردحذفشركة تنظيف بالاحساء
شركة مكافحة حشرات بالاحساء
شركة تسليك مجاري بالاحساء
مكافحة الحشرات بالخبر
شركة تنظيف مجالس بالجبيل
شركة مكافحة النمل الابيض بالاحساء