أشباه المثقفين
د. أحمد
دبيان
ولأن آفتنا أشباه المثقفين،
والذين لدونيتهم لا يجدون ملاذاً الا فيمن يضعهم فى دائرة الضوء ليتقيأوا قيئهم
العنين فى آذان ٍ جُهِّلت فى معركة وعى ممتدة تتلقى فيها مصر وأجيالها الضربة تلو
الأخرى ليفككوا التاريخ والأمل والوعى .
يخرج
علينا كل حين وآخر متعاظم ، او متثاقف، ليحلحل ثوابتاً تاريخية لصالح من يدفع اكثر
، وهو فى دفعه هذا لا يطالع إلا مصالحه ومصالح أسياده ومموليه ، ليزعموا أن هذه
الحادثة او الواقعة التاريخية لم تحدث وأنها محض اختلاق ، ولانهم يعلمون ان ثورة
يوليو هى الامتداد لثورة عرابى ، فلا يفتأون الا أن يكيلوا الطعنات للثورتين وهما
الوحيدتين اللتين قامتا من اجل كادحى المحروسة .
هناك من
خرج يشكك فى واقعة ذهاب عرابى للخديوى ومسيرة عابدين والتى ذهب إليها ممتطياً
جواده ولم يترجل إلا حين وصل إلى الخديوى الواقف بين القناصل الأجنبية حماية له ،
هنا
نورد صفحات من كتابCharles Royle
Egyptian Campaigns
أو الحملات المصرية
شارلز رويل استعماري بريطاني
عتيد ، يتحدث عن واقعة مظاهرة عابدين ، ورغم تعصبه وتبنيه لوجهة نظر الانجليز والخديوي
بالنظر إلى عرابي كمتمرد، إلا أن الصفحات تتحدث وتؤكد على أن عرابي قد أتى على
صهوة جواده ، وحين طلب منه الخديوى الترجل نزل ، وحين طلب كولفن المستشار الانجليزي
، من الخديوى ان يأمر بالقبض عليه كان الخديوى مرتعباً ، وأجابه بأنهم وسط النيران
.
ولما سأله الخديوى عن المطالب
، أجابه عرابى ان الجيش قام ممثلاً للشعب ، وانه أتى من اجل حريات الشعب ، حاولوا
تهديده وخصوصاً القنصل البريطاني الذى هدده بتدخل القوى الكبرى لكنه لم يذعن ،
وأصر على مطالبه بتشكيل وزارة
لا يكون فيها احد من أقارب الخديوى وألا يكون ناظر الحربية شركسياً .
وبناء
عليه تم استدعاء شريف باشا لتشكيل الوزارة .
يبقى ان
نذكر ان اللورد كرومر فى كتابه مصر الحديثة تحدث عن عرابى قائلا:
0 تعليقات