رمضان فى مصر
ثلاث عشرات
رمضان فى مصر لا يشبه رمضان فى
مكان آخر، واستقبال الناس لهذا الشهر، أظن أنه شيء لا شبيه ولا مثيل له، فى الغالب
تجتمع الأسرة المصرية قبيل الشهر الفضيل بأيام على غداء من السمك المملح ((
الفسيخ)) تسمى أكلة الحبايب يودع فيه الناس هذ الصنف من الطعام حتى انتهاء الشهر
الفضيل .
استقبال الشهر :
شيء لا تخطئه العين أبدا وأنت
فى شوارع مصر حيث ترى الأنوار والزينات والمصابيح الملونة والفوانيس التى تأخذ
أشكال عدة منها ما هو على شكل مسجد ومنها ما هو على شكل الكعبة المشرفة ومنها أشكال
عديدة من الفانوس التقليدي المصنوع من الخشب أو جريد النخل أو سيقان معدنية أو
.....
فالبيوت والشوارع والبلكونات
ومداخل البنايات كلها قد تزينت بكافة أنواع الزينات وألوانها ترحب بهذا الشهر
وتضفى فرحة فى كل مكان .
وحوى يا وحوى :
وحوى يا وحوى أيوحا او اياحه
وكمان وحوى أيوحا ...
وهى أقدم أغاني المصريين
لاستقبال الشهر الفضيل ولعل كلمة ( أيوحا) هى الملكة أياح حتب أم الملك أحمس قاهر
الهكسوس وكلمة وحوى تعنى مرحب يا اياح وكلمة اياح تعنى (القمر) فتم ربط اسم القمر
دليل دخول شهر الصيام بالقمر الملكة اياح حتب وهذه هى الثقافة المصرية التى تعاملت
مع الموروث الثقافى كل لا يتجزأ ...
ولا يختلف حالو يا حالو عن
مثيلتها فكله يعود لما هو ابعد من العصر الإسلامي فى مصر ...
فالمصريين ربطوا أعيادهم
وانتصاراتهم السابقة بموسم القمر والهلال والشهر الفضيل، ولما جاء الفاطميين مصر وابتكروا
مع الشهر الفضيل فانوس رمضان فكانت اغانى الشهر الفضيل حالو يا حالو ووحوى يا
ووحوى تغنى مع إشعال الفوانيس فى شوارع مصر ...
مشروبات رمضان والحلوى
يستقبل الناس الشهر الفضيل
بالعديد من المشروبات الطبيعية مثل العرقسوس والتمر هندى وخروب والسوبيا والتمر
المبلل بالعديد من الفواكة المجففة ( خشاف ) ، وغيرها من المشروبات المتعددة التى
لا تخلو مائدة فى اى مكان فى مصر من هذه المشروبات التى أصبحت لها ارتباط دائم مع
مائدة رمضان .
ومن المشروبات إلى الحلوى التى
تضم الكنافة والقطائف وقمر الدين وكل تل المظاهر اعتقد لا تخلوا منها مائدة فى بيت
من البيوت فقيرا كان أم ميسور الحال ...
المدفع والألعاب النارية :
منذ ان استحضر محمد على بك
مدفعا ينصبه على هضبة المقطم بضرب عدة طلقات إيذانا بدخول مغرب اليوم وموعد الإفطار
وكذلك مع اقتراب الفجر وموعد الإمساك وقامت العديد امن المحافظات بعمل تقليد مشابه
باستخدام نفس المدفع اعتاد الناس على مدفع رمضان واستبدل المدفع بالألعاب النارية
...
طقوس الشهر من الليل الى صلاة
العيد :
فنهار رمضان سكون فى الصيف
والشتاء مع اكتظاظ فى أماكن التسوق ومع العصر ينهض الناس الى المساجد يصلون العصر
ويبقى الرجال الى قربة المغرب وقبيل المغرب يذهب الجميع لإحضار المخللات وعصير
القصب الطازج مع العرقسوس والتمر هندى وتجد ازدحام على كل هؤلاء قبيل المغرب بشكل
غير عادى حتى إذا ما اقترب موعد الإفطار تجد الشوارع فى ازدحام وتسابق .
بعض من الناس يقفون فى قارعة
الطريق يوزعون التمر والعصائر والماء البارد، والآخرون قد جهزوا موائد فى الطرق
العامة ( موائد الرحمن) عسى ان ينالوا ثواب الشهر الفضيل .
بين المغرب والعشاء سكون غير اعتيادي،
ومع أذان العشاء الكثير يهرعون إلى المساجد يصلون العشاء وقيام الليل ( التراويح )
وهو طقس رمضانى أكثر منه طقس عبادى ... بعدها يبدأ الجميع فى الزحف على المقاهى
لمقابلة الأصدقاء والاستمتاع بالليل رمضان النساء والأطفال يقعدن فى البيوت أمام
التلفاز يشاهدن الأعمال الدرامية التلفزيونية العديدة ...
حتى إذا ما انتصف الشهر بدأت الأسر
فى تدبير وصناعة أو شراء كحك العديد ومعه الشكولاتة وباقى الأشياء المخصصة للعديد
حتى اذا ما انتهت العشرة الثانية انشغلت الأسرة بشراء ملابس العيد فى منظومة عشرية
....
يقول المصريون رمضان
...
عشرة مرق ( لحم ودواجن وطيور)
...
وعشرة حلق ( الكحك والبسكويت)
وعشرة خرق ( الملابس )
وتظل الأسرة المصرية والبيت المصري
طوال الشهر الفضيل فى شغل لا ينتهى عند نهاية الصوم والشهر الفضيل ... فما ان يعلن
المفتى بانتهاء الشهر حتى يكون ليل ممتد حتى الصباح مع صلاة العيد وتجمع الأهل والأحباب
والأصدقاء فى احتفالية مع الصلاة ومع لبس الملابس الجديدة ومع العدية ( وهى نقود
يعطيها الكبير للصغير ) وتجمع الأهل إنها أيام لا مثيل لها الفرحة والسهر والعبادة
والطقوس القديمة ولبس الجديد والدراما والفرح ومع ان هذا الشهر يعد عند الأسرة المصرية
بثلاثة أو أربع شهور فى الإنفاق والمصروفات الا ان هذا لا ينال من فرحة المصريين
بهذا الشهر ...
0 تعليقات