آخر الأخبار

اتمني للنيران ألا تشتعل


اتمني للنيران ألا تشتعل








حمدى عبد العزيز


في ظني كشخص متواضع الحال أنه إذا ما أصبحت المنطقة مسرحاً لحرب مع إيران تشعلها الولايات المتحدة الأمريكية .. فسيخسر الجميع في المنطقة ، وأولهم تلك الأطراف التي ستدخل الحرب مباشرة ، وسيدفع الجميع في منطقتنا الثمن باهظاً ..


وعلي عكس تصور البعض في الولايات المتحدة الأمريكية والدولة الصهيونية فإن أمريكا وحلفائها في المنطقة سيدفعون الثمن الأفدح علي المستوي البعيد ، كتكلفة مترتبة علي هذه الحرب ، وبغض النظر عما يمكن أن يبدو من مكاسب وقتية قد تصيبهما بالعمي عما تحقق من خسائر في الجوهر ..


ببساطة شديدة لإن هذه المنطقة لن تصبح علي حالها بعد هذه الحرب ، ولإن موازين القوي في العالم ستتأثر بهذه الحرب علي المستوي الآجل ، ولن تصبح كماهي الآن .
.. فبريطانيا التي خرجت منتصرة من الحرب العالمية الثانية خسرت إمبراطوريتها وزعامتها للعالم الرأسمالي بعدها بثلاث سنوات كتكلفة مباشرة لتلك الحرب ..
وكذلك فرنسا التي خسرت موقعها القطبي المنافس علي الهيمنة بينما كسبت أمريكا لأنها لم تخض الحرب فعلياً ، ولم تدفع تكلفتها بل استثمرت نتائجها وخاضت عملية تكسير عظام للهيمنة البريطانية في بيرتون وودز ، ودولرت الاقتصاد العالمي ..
وبدورها لم تستوعب هذه الدروس ..
وخاضت هي حروب الهيمنة بدءاً من حروب جنوب شرق آسيا إلي حروب الشرق الأوسط تلك الحروب التي أدت إلي تراجع قوتها ، وستؤدي إلي مزيد من التراجعات ، لتكون الصين ، وروسيا هما الأقرب للحصول علي مكاسب ذلك التراجع المحتوم ..
هذا هو الأقرب إلي الحدوث ، ولو بدا الأمر علي غير ذلك ..


ولكن بغض النظر عن موقف أمريكا وروسيا والصين فالأطراف الإقليمية لن تكون لها سوي الخسائر ولن تكون لشعوبها سوي المزيد من بؤس الأحوال ، ولن تكون مصائرها بمعزل عن الزلازل العاصفة كمنطقة تدفع دائماً تكاليف كل متغير دولي نتيجة حماقات وانحيازات أنظمتها لمصالح لاتمت بصلة للمصالح الحقيقية لغالبية شعوبها ..


لا أتمني اشتعال هذه الحرب لأنني أعرف جيداً كم تدفع الشعوب ثمناً للحروب ، واستشعر مقدما مدي ما يمكن أن تدفعه الأجيال الحالية من الشعوب العربية من تكلفة لهذه الحرب إذا ماوقعت ..

الأنظمة الغبية في المنطقة فقط لاتدرك مايمكن أن تؤول إليه هذه الحرب من إهدار لثروات ومقدرات وأرواح ليست ملكها هي ، إنما هي أرواح ومقدرات الشعوب وأجيالها القادمة ..

أتمني أن يتعقل الجميع وربما جاءت الأحداث والتطورات الأخيرة كفرصة لقراءة الحسابات وإعادة النظر ..

فالبوارج الأمريكية المحتشدة في المنطقة لن تحمي من يعتصم بها، والحرب ستؤدي إلي فوضي إقليمية سيدفع الجميع ثمنها ، وفي المقدمة من سعي نحو إشعالها ومن شارك فيها ..


أتمني ألا يرتكب أحد في مصر حماقة المشاركة ، أو التحالف مع أحد أطراف هذه الحرب ..

إرسال تعليق

0 تعليقات