آخر الأخبار

تحرير العقل جريمة يحاسب عليها القانون


تحرير العقل جريمة يحاسب عليها القانون







هادي جلو مرعي

تعجبني الكلمة، لكنها لاتتحقق مع أي واحد منا نحن البشر فكأنها موجهة لإنسان من بيئة غير عربية، وغير مسلمة، فالبيئة الإسلامية التي يتحكم بها الزعماء والقادة وظفت لخدمة هولاء، ولجماعات تتصل بهم وتؤيدهم، وليس مهما فيها أن يكون العقل حاضرا، أو مغيبا، فالمهم هو الطاعة المطلقة والولاء الكامل، وتغييب العقل، ولابأس من تشغيل الحواس كما يفعل عادة المتطرفون الذين يظهرون من الإسلام كل مايتعلق بالحواس، فهناك السبايا والجنس والمال والذهب والقتل والتعذيب والحرق، وهي سلوكيات شائنة، ولكنها في النهاية جزء من رغبة شهوانية حسية مقيتة تلبي غرائز الأشخاص، ولاتتعلق بإنسانية الدين والرحمة المهداة به للبشرية جمعاء، فيكون الخوف والرعب والتقتيل من أولويات أدعياء نشر الدين.
في الغرب لاتجري الأمور بشكل سيء دائما، فهناك رغبة في التحرر، ودعك من الحسيات كالمثلية الجنسية والخمور والرأسمالية، وهي أمور تتعلق بوجود الإنسان الذي طبعه الله على العمل من أجل الخير، ولكنه لم يمنعه من الشر لأنه مخير في ذلك، وتوعده إن فعل شرا بعقاب جسيم، فتحرير العقل هي الفكرة المثالية التي تبعد الإنسان عن عبادة أخيه الإنسان حيث تتشظى الأفكار الدينية، وتتعدد الرموز البشرية، وتتكون مع الوقت ديانات غير معترف بها تتعلق بأفراد ومجموعات لايرى الإنسان إنه قام بها، أو صنعها، ولكنه في الحقيقة يمارسها في كل لحظة، فعندنا الكثير ممن ينتفض لوشتمت زعيما سياسيا يتبعه، وحتى مرجعا دينيا، أو رمزا مقدسا، ولكنه يتجاهلك لو شتمت الرب، وأقصى مايفعله معك أن يقول لك: أستغفر الله.
كيف يمكن أن يتحرر العقل في البيئات التي تتوقف فيها الحياة لو إشتغل العقل، وهي بيئات تعتمد الرمزية العالية التي تذيب فكر وروح وكيان الإنسان في بوتقة الولاء المطلق للطائفة والزعيم، والمصيبة الكبرى إن الناس وبمرور الوقت وتراكم الشعارات والأفكار لايعودون في رغبة للتحرر، ولا للخلاص من التبعية، بل إنهم يتعشقون ذلك، ويتصورونه الخلاص الكامل من الأعباء الحياتية، وهم يتجاهلون إن الله يريدهم معه وأتباعا له، وسيحاسبهم على أنهم أشركوا به حين زاحموا وحدانيته بولاءات وطقوس وعادات وعبادات لايريدها، ولم يكن له إرادة فيها، بل يمقتها. أشك في أن الغالبية في الشرق المسلم والعربي خاصة تفكر في تحرير العقل، فالأغلال والسلاسل تستهوي هذه الغالبية.



إرسال تعليق

0 تعليقات