آخر الأخبار

تقاسم الثروات







تقاسم الثروات





د. محمد ابراهيم بسيوني



تمر المنطقة العربية بأزمات كثيرة وكبيرة ومتعددة ومتشعبة الدوافع والأهداف.

صراع على مواقع النفوذ وتقاسم الثروات أو نهبها بطرق مختلفة، ويشعل فتيلها الأغبياء منا، ويكون وقودها الفقراء والبؤساء والمحرومين والضعفاء، ويربحها الأقوياء وينال مكاسبها الأغنياء.

والشعوب العربية ليس لها أي مصلحة في أي حرب تقوم أبدا إلا ما ندر.

جوهر الصراع ومن يتصدر هذا الصراع قوتان، هما روسيا والصين وحلفائهم، والولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، وهو صراع على النفوذ وعن مصادر الثروة والطاقة.

هذا الصراع جوهره تقاطع المصالح وأماكن النفوذ في العالم والشرق الأوسط الذي يمتلك أكثر من نصف إنتاج الطاقة في العالم والكثير من المعادن والخيرات. تداخل النفوذ بين القوتين المتصارعتين، أمريكا وإسرائيل والسعودية والإمارات والبحرين من جانب، وروسيا وسوريا وإيران ولبنان والعراق من الجانب الأخر.
 ولهاذين القوتين مشاكل وصراعات في أوكرانيا المحاذية لروسيا، وفنزويلا القريبة من أمريكا، والملف النووي الكوري الشمالي.
 هذه صراعات عمرها عقد وقد يزيد عن ذلك.
ولا يمكن التوصل لفك عقد هذا الصراع الذي يهدد الأمن والسلام الدوليين. وكما هو معلوم اليوم والصراع الذي يجري وتطوره كما ونوعا، وقد ينزلق لما لا يحمد عقباه. فليس هناك مصلحة لأحد في نشوب الحرب، فالجميع سيكون خاسرا، وعلى وجه الخصوص الشعوب العربية.
لهذه العملية أهداف محددة، ومن أولى أولوياتها هو تحجيم القوة الصاروخية والنشاط النووي الإيراني، عن طريق الحرب أو عبر المفاوضات المرجح أن تجري قريبا بين إيران والولايات المتحدة. وتجفيف مصادر تمويل حزب الله اللبناني، وإيجاد مخرج مقبول من جميع الأطراف وبمساعدة وإسهام روسيا، بالتزامن مع حل ما هو عالق في القضية السورية وبما يرضي جميع الأطراف وبقاء الرئيس بشار الأسد على رأس الدولة.
وايضا القضية اليمنية وجماعة أنصار الله، وفرض رؤيا أمريكيا وخليجية، لحل شامل للصراع الدامي في اليمن وبما يرضي روسيا.

التوصل الى حلول شيء مسلم به ولا خيار أخر غير الحرب، وأعتقد بأن الجميع يتجنبها بالرغم من التلويح بها، ولكن حتى وإن لن تنشب الحرب، فإن الصراع سيبقى على أشده حتى الوصول الى حلول مرضية لجميع الأطراف. فإن نشبت الحرب ستكون شاملة وتشترك فيها دول عديدة، وهذه الدول تمتلك إمكانات حربية وقتالية جبارة ومرعبة من كلا الطرفين، وهما لم يكونوا طرفين وإنما أطراف عديدة ودول عديدة. هذه الحرب إن نشبت فستكون حرب مدمرة للمنطقة ولمناطق نجهل تحديدها والى أي منطقة ستمتد، وربما تكون اكبر الخاسرين بعض دول الخليج العربي.
---------------------



عميد طب المنيا السابق



إرسال تعليق

0 تعليقات