ملاحظات
حول ما يسمى " الحرب الامريكية الايرانية "...
دينا محسن
تصدّر بعض الصحف المصرية منذ بضعة أيام عنوانٌ خطيرٌ
الحرب " الأمريكية الإيرانية ،، من يدفع ثمنها ؟! " .
طوال أكثر من شهرين وأنا أتابع وأرصد بكثافة التصريحات
الإعلامية لكلا الطرفين إضافة لأطراف أخرى (خليجية ومصرية وأوروبية) ، والتحليلات
السياسية الإعلامية المصاحبة لها ، وجدت أن هناك تناقض وتضاد وتصادم اصطلاحي
لمفهوم الحرب المباشرة ، ولفكرة من يبدأ بماذا ؟.
للحق أقول أن التحليلات السياسية الخاصة بهذا الشأن
فى وسائل الإعلام المصرية والروسية كانت فى أغلبها صحيحة وعميقة ومباشرة وصادقة،
فى حين نجد أن وسائل الإعلام الإيرانية والبريطانية كانت شديدة الخبث (إستراتيجية
التضاد والتراشق ثنائي الاتجاه)، أما فيما يخص وسائل الإعلام الأمريكية فأنا اعتقد
إن الأمر أكبر بكثير من مجرد تحليل تناول وسائل الإعلام الأمريكية لقضية نوعية، بل
من الضروري أن يتم دراسة وتفكيك الإستراتيجية الإعلامية الأمريكية فى عهد الرئيس
ترامب حيث أنها تختلف كلياً وجزئياً عمن سبقوه فى الحكم .
وأخيراً وليس آخراً نأتي تباعاً إلى الإعلام العربي، القنوات الخليجية (عدا قناة الجزيرة) والتي فى الحقيقة لم تقدم أي تحليلات سياسية أو إستراتيجية أو عسكرية منطقية، وبدا واضح الارتباك الشديد في السياسات الإعلامية تجاه التناول الإعلامي لتلك القضية ، بل وأضف لدرر وجواهر التحليل السياسي والاستراتيجي الإعلامي الخليجي، ركاكة حديث المحللين السياسيين وتسطّح قراءتهم التنبؤية لمجريات الحدث، خاصة المحللين الذين تتم استضافتهم على القنوات الأجنبية ، من الأفضل أن تتم تحليل تلك النقطة وتفكيكها لأن المسير فى هذا الدرب مظلم ومُضلّل، بالأحرى بعد نشأة كل تلك القنوات الخليجية أن يُراعى بُعد خطير وهو أطر العمليات النفسية الإعلامية، هذا البُعد الذي يغيب تماماً عن العمق الاستراتيجي للسياسات الإعلامية الخليجية .
أما قناة الجزيرة القطرية والتي يديرها الموساد الصهيوني والسى آى إيه والإم آى 6 ، لم تستطع الصمود ولم تأخذها الجرأة كما عودت جمهورها فى القرن الماضي على السبق الإعلامي، واكتفت بتطبيق إستراتيجية (لن أخسر ولن أكسب) ، هى لا تريد مضايقة حلفائها فتسعى دوماً لتحليلات تتفق مع الرؤية البريطانية والصهيونية .
0 تعليقات