آخر الأخبار

التكية والمحمل ... وتبعية الحجاز لمصر





                        التكية والمحمل ... وتبعية الحجاز لمصر




المحمل المصري القادم إلى الحرم كان دليل تبعية الحجاز لمصر .
وأصبح خروج هذا المحمل من القاهرة ـ من بركة الحاج ـ باحتفالية رسمية وشعبية من ملامح الحياة الدينية المصرية فى العصر المملوكى، يجرى التأريخ له ، وله مؤسسة رسمية خاصة تقوم بكسوة الكعبة وتسيير المحمل فى حماية العسكر الذين يقودهم أمير مملوكى أميرا للحاج ، ومعه كبار الفقهاء والأمراء والنفقات والحبوب والمواد الغذائية لسكان ( الحرمين ) ، والذين ينتظرون قدوم المحمل ، ويتعيشون من صدقاته من الأوقاف المصرية المحبوسة على رعاية ( الحرمين ) والسكان هناك .
وبسبب سيطرة المماليك على سوريا فقد كان يخرج محمل آخر من نائب السلطان المملوكي فيها . لم ينقطع هذا التقليد بعد احتلال العثمانيين لمصر وأملاكها فى سوريا .
عندما تأسست الدولة السعودية الأولى واحتل سعود الكبير الحجاز بعث برسالة جافة الى السلطان العثمانى سليم الثالث : ( 1789 – 1807 ) يقول له فيه:( إني دخلت مكة ، وأمنت أهلها على أرواحهم وأموالهم بعد أن هدمت ما هنالك من أشباه الوثنية ..…… فعليك أن تمنع والي دمشق ووالي القاهرة من المجيء إلى هذا البلد المقدس بالمحمل والطبول والمزمار فإن ذلك ليس من الدين في شيء . ).
ـ باحتلال عبد العزيز لمكة وسيطرته على شعيرة الحج واجهته مشكلة المحمل المصرى ولم يكن قد عمل حسابا لها . بإخوانه ( الوهابيين ) ووحشيتهم توسع مُلك عبد العزيز حتى احتل الحجاز. بسيطرتهم على مكة ـ مع وجود عبد العزيز فيها ـ كان لا بد أن يحدث صدام بينهم وبين الحامية العسكرية المصرية التى جاءت بالمحمل المصرى ـ حسب العادة المستمرة قرونا .
ـ تنوعت روايات حادثة المحمل ، وموجزها أن الإخوان النجديين فوجئوا بقدوم المحمل بما يصحبه من موسيقى فهاجموه ، فتصدى لهم العسكر المصرى وأطلق عليهم النار ، وعلم عبد العزيز بالأمر فأسرع بنفسه يحجز بين الطرفين حتى لا يتفاقم الأمر .
ـ ونعطى بعض التفصيلات عن هذا الحادث .




أولا : رواية خير الدين الزركلى :

فى كتابه ( شبه الجزيرة في عهد الملك عبدالعزيز ) :
يقول صفحة 661 ...
( صرفت ثمانية عشر عاماً ، من 1353 ـ 1371هـ ( 1934 ـ 1952 م) منقطعاً إلى تمثيل الملك عبدالعزيز ، وقضاء مصالحه الإدارية والسياسية ، والخاصة والعامة ، في بلاد وادي النيل . وما كتب لي يوماً بشأن مصر ، ولا سمعته يتحدث في سر أو علن عن مصر ، إلا بما فيه الحرص والحض على حسن العلاقة ، وتوطيد الحب والصداقة ، بينه وبين المصريين حكومة وشعباً. تسلمتُ عملي ، مستشاراً، في "الوكالة العربية السعودية" بالقاهرة ، سنة 1353هـ (1934م) ، والدولتان ـ السعودية والمصرية ـ على غير وفاق . لا تمثيل دبلوماسي ولا اعتراف . وحديث " المحمل " على كل لسان . ) ( وكان من خبر" المحمل " بعد ذلك بقليل ، مالا يزال يذكره الكثيرون إلى الآن . في موسم حج تلك السنة ، في اليوم الأول من عيد الأضحى 10 ذي الحجة 1344 ( 22 يونيه 1926 ) وحجاج العالم الإسلامي من جميع الممالك والأقطار، مجتمعون في مخيماتهم ببلدة "منى " تلفت ٍعربان نجد ، وكانوا أكثر الحجاج عددا في ذلك العام ، فرأوا أمامهم " المحمل " القادم مع الحج المصري ،على جمل يتهادى بين الجموع ، تحيط به موسيقاه وعساكره ودبدباته. وتصايحوا: الصنم . الصنم ! ..وتهافتوا يرشقونه بالحجارة ، وهم بملابس الإحرام . ولم يكن من أمير الحج المصري "محمود عزمي باشا " إلا أن أمر بنصب المدافع والرشاشات وإطلاق نيرانها على الجموع .. وقال ثقات من حجاج ذلك العام أن عبدالعزيز لما علم بالخبر ، وهو على رأس الحجيج ، نهض من سرادقه ، وأسرع يعدو ، إلى ان توسط مابين العربان ونار الجند ، وبسط ذراعيه يصيح : أنا عبدالعزيز ! أنا عبدالعزيز ! وكان من حسن حظ العرب والإسلام ، أنه لم تتناوله رصاصة طائشة أو متعمدة ، وهذا إطلاق النار ، وتدخل الجند السعودي ، وانكف الناس . وأمر بحجز المحمل عن الأنظار .ووصل الخبر إلى فؤاد الأول (ملك مصر يومئذ) وزيد عليه أن المحمل سيُمنع دخوله بعد الآن إلى الحجاز ، فازداد حنقاً على عبد العزيز . وكان من المعتاد أن ترسل مصر ، مع المحمل ، كسوة للكعبة ، ومبلغاً من المال من ريع أوقاف الحرمين في الديار المصرية، وبعض الهدايا ؛ فأمر الملك فؤاد بالانقطاع عن إرسال شيء من ذلك كله . وعلى الرغم من أن الملك عبدالعزيز ، أرسل كبير أبنائه " سعود بن عبدالعزيز " سنة 1346 هـ (1926م) إلى مصر ،لمعالجة عينية وتصفية الجو مع القصر الملكي فيها ، فإن الفجوة استمرت .
ماذا قررت مصر ؟
عرض ذلك على مجلس الوزراء في القاهرة ، في 10 ذي القعدة 1345 (12 مايو 1927) فقرر ما نصه :
"العدول عن إرسال المحمل في هذا العام ، وإعلان الحجاج المصريين بأنهم بسفرهم قد يستهدفون لبعض المخاطر، وأنهم إذا رأوا ، مع ذلك السفر في هذه الظروف ، فإن ذلك يكون تحت مسؤوليتهم " . لا محل ولا حج رسمي : ومن هذا التاريخ انقطعت الحكومة عن إرسال المحمل ، وهن السماح ـ إلى حين ـ لحجاج مصر (رسمياً) بتأدية الفريضة .
آخر أيام الملك فؤاد
وظل البلدان متقاطعين (رسمياً ) إلى آخر أيام فؤاد . ودخل عليه رئيس ديوانه " علي ماهر " وهو يحتضر ، فقال :ألا تجعل في صحيفة عملك الدخول في مفاوضة مع بلاد الحرمين الشريفين ؟ فأشار : لا بأس .
معاهدة الصداقة :
ومات فؤاد سنة 1355 هـ ( 1936 م ) وانقشعت غمامة الجفاء ، وعقدت معاهدة " الصداقة " بين البلدين في 7 مايو ، من السنة نفسها ،وعُمل بها ابتداءً من 8 نوفمبر 1936م )..

من بحث للراحل د . يونان لبيب رزق عن المحمل منشور فى جريدة الأهرام..!!


إرسال تعليق

3 تعليقات

  1. مصر كانت منطقة تابعة للحكم العربي الحجازي من اول الخلفاء الراشدين و الصحابة الفاتحين لها اللي خلوها مسلمة عربية و حرروها من الرق الروماني حتى دخول الايوبيين حينها اصبحت تحت سيطرة العجم الى انقلاب يوليو و بعدها تطورت المملكة السعودية و اصبحت تصرف على مصر حتى يومنا هذا ياليت نقطع ما تبقى و نحولها الى اثيوبيا العظمى صاحبة السد الناهض عليكم عطشكم قريب انشالله

    ردحذف
  2. نسيت اذكر ان القاهرة بناها للصحابي عمرو ابن العاص رضي الله عنه

    ردحذف
  3. رد الله كيد الظالمين الى نحورهم ووالله لو انفقت ما لديكم من بترول ما كفى انعام مصر عليكم ... وقولكم ان مصر كانت تابعه للحجاز من ايام الخلفاء الراشدين فهذا جهل يا ولدى بالتاريخ .... فالخلفاء الراشدين لم يعرفو الحجاز والحجاز ظهرت مع طيب الذكر الشريف حسين رضوان الله عليه اما مصر وانعامها على السعودية والحجاز فاعلم يا ولدى ان كل من تعلم القراءة والكتابة كان بفضل مصر وبفضل ابناء جمال عبد الناصر رحمة الله وطيب ثراه واللعنة على مبغضيه جميعا اما قولك ان القاهرة بناها الصحابى عمرو بن العاص فاعلم يا ابنى ان القاهرة كاسم ظهر فى عهد الدولة العظيمة دولة الفاطميين الذين كان لهم انعامات لا يستطيع التاريخ تجاوزها فياليتك تقرا التاريخ حتى لا تفضخ نفسك بجهل

    ردحذف