جورج نادر
صندوق أسود
من الأسرار العجيبة
جورج نادر من الخمينى وحزب الله الى الجهاديين المصريين
ماذا كان يفعل نادر فى افغانستان ودوره مع المجاهدين
نادر صديق حميم لاسرائيل
نادر مستشارا لبلاك وواتر
نادر وابن زايد وبن سلمان
نادر علاقة غامضة بين ترامب وبوتين
جورج نادر رجل أعمال – هكذا يقال- لبنانى من مواليد لبنان
عام 1959، وقد هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية فى سن مبكر .
نارد تقلد ادوار غاية فى الخطورة والغرابة مما يدل
على أنه لا يعمل لحسابه ...
فمن علاقته بالمجاهدين الأفغان الى الخميني وحزب الله
والجهاديين المصريين وإسرائيل ودوره فى البيت الأبيض ووجوده فى العراق زمن الغزو
الامريكى وعمله كمستشار لشركة البلاك ووتر ...
نشرت مجلة “نيوزويك” الأميركية تقريراً عن جورج نادر،
رجل الأعمال اللبناني-الأميركي “الغامض”، الذي يستجوبه فريق المحقق الخاص روبرت
مولر بشأن علاقته بولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، وبمساعي الإمارات “شراء نفوذ” في
البيت الأبيض في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأوضحت المجلة أنّ نادر أمضى عقوداً “يتملّق” أصحاب
النفوذ في واشنطن وفي الشرق الأوسط، قبل أن يرد اسمه في التحقيقات الخاصة بالتدخل
الروسي بالانتخابات الأميركية، مبيّنة أنّه أدار مجلة “Middle East Insight” التي تُعنى بسياسة الشرق الأوسط ونصّب نفسه وسيطاً في محادثات
السلام.
في منتصف التسعينيات اسس لمجلة «ميديل إيست إنسايت»،
بالتعاون مع جامعة «ويليام آند ماري». كانت المجلة نافذةً للولايات المتحدة على
الشرق الأوسط. ومنبرًا لأبناء الشرق الأوسط لمخاطبة الولايات المتحدة. والحقيقة أن
هدفها كان الدفع نحو سلام شامل مع إسرائيل.
ولفتت المجلة إلى أنّ “Middle East Insight” اكتسبت شهرة واسعة في أوساط صنّاع القرار الأميركي بعد فترة
وجيزة على انطلاقها، مشيرةً إلى أنّها أجرت مقابلات مع الرئيسيْن الأميركييْن بيل
كلينتون وجورج بوش ومع زعماء كبار في الشرق الأوسط، ومنهم الرئيس الفلسطيني ياسر
عرفات والزعيم الليبي معمر القذافي.
في هذا السياق، قالت المجلة إنّه سبق لنادر أن اجتمع
بالـ”المجاهدين الأفغان” و”المتشدديين الإسلاميين المصريين” وقادة “حزب الله” في
منزل المرشد الأعلى الإيراني آية الله الخميني في إيران في العام 1987.
كان الرجل نافذًا فى إيران بجلوسه قرب « روح الله
الخميني»، المرشد الأعلى للثورة الإيرانية. وبعد هذه الجلسة نشر عدة مقالات تمدح
«الخميني»، رابط الجأش في وجه العالم، واثق الخطوات حين يمشي.
من جهته، كشف نمرود نوفيك، مستشار الرئيس الإسرائيلي
السابق شمعون بيريز، أنّ نادر عرض أن يتوسط بين إسرائيل وسوريا ولبنان، مستدركاً
بانّ “عروضه لم تترجم عملياً أبداً”.
بدوره، علّق هشام ملحم، الكاتب في صحيفة “النهار” والباحث في معهد الخليج العربي في واشنطن، قائلاً: “أراد أن يجعل من نفسه وسيطاً مفيداً (..) ونجح في تلك المهمة بين السوريين والإسرائيليين”، ومؤكداً أنّه رتّب المقابلة الأولى بين وزير الخارجية السوري السابق فاروق الشرع والتلفزيون الإسرائيلي.
في الإطار نفسه، نقلت المجلة عن الكاتب دانييل بيبس
قوله إنّ نادر ساعد في أواخر التسعينيات في قيادة المفاوضات بين السوريين
والإسرائيليين، حيث تولى نقل وجهة النظر السورية، كاشفةً أنّ علاقات تربطه باللوبي
الإسرائيلي، إذ عمل جوناثان كيسلر، المسؤول السابق في لجنة الشؤون العامة
الأميركية الإسرائيلية (أيباك)، مدير تحرير في مجلته.
ظهر كثيرًا في العراق بعد غزوها في 2003. تزامن هذا الظهور المتكرر بنفاذه إلى إدارة «جورج بوش الابن» الرئيس الأمريكي آنذاك. كان المعلن أنه يعمل في مجالات الاستشارات والعلاقات العامة. لكن بجمع ما سبق، يتكون لدينا شخص نافذ في البيت الأبيض، وفي الموساد، وفي العالم العربي. تلك شخصية رجل مخابرات لا رجل إعلام.
وفي 2002 أقام احتفالًا في واشنطن بمناسبة تأسيس
مجلته «ميدل إيست إنسايت». كان الحفل برعاية السفير السعودي، وممول من رجال أعمال
سعوديين. لذا فالرجل يجمع في حقيبته العديد من العجائب. هو مستشار ولي عهد أبو
ظبي، وصاحب علاقات قوية مع ولي عهد السعودية «محمد بن سلمان».
التغيير الطارئ في 2016 جدير بالملاحظة. في البدء كان
«نادر» يتحدث بلسانه كشخص أمريكي لبناني يمتلك صلاحيات واسعة.
ثم صار يتحدث
بصفته «مستشارًا» لولي عهد أبو ظبي. وما وّثق هذه الصفة هو ترتيبه لقاء لـ «بن
زايد» مع «إليوت برويدي»، مدير شركة «سيرسينس» الأمنية، وأحد الشخصيات النافذة في
البيت الأبيض، وأحد كبار المانحين لحملة «ترامب».
العودة المفاجئة مثيرة للريبة. أضف أنها مع «برويدي»، وهذا يدعو للشك أكثر. الأخير اعترف في 2009 بتقديمه هدايا لصندوق معاشات ولاية نيويورك بلغت مليون دولار. هذا المليون استعاده الرجل ثمانية عشر مليونًا كأرباح من استثمار الصندوق لمبلغ 250 مليون دولار في شركة إسرائيلية أسسها «برويدي».
بعد فوز «ترامب» بدأ اجتماعات متتابعة داخل البيت
الأبيض . التقى صهر ترامب «جاريد كوشنر»، وكبير مستشاريه «ستيف بانون». عُرّف
«نادر» فترة بأنه أحد مساعدي «بانون» المقربين. كرر زياراته للبيت الأبيض أكثر من
مرة قبيل زيارة «ترامب» للسعودية في مايو/آيار 2017. الزيارة التي تبعها الشقاق
الخليجي القطري.
الرجل أخذ من الموساد الإسرائيلي براعة الاختباء. واستطاع أن يلف نفسه بعباءة الإخفاء طوال سنوات. إلا أن «روبرت مولر» وضعه على مسرح الأحداث رغمًا عنه. ليس لـ«نادر» علاقةً مباشرة بما اُنتدب «مولر» من أجله. فالرجل ليس روسيًا ولا يدين بالولاء لهم، فلا داعي لأن يشمله التحقيق الخاص بالتدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية.
لكن يبدو أن «مولر» تلميذ محب لما يصنع. لا يريد أداء
واجبه فحسب، بل يريد الإبداع فيه. وسّع «مولر» تحقيقه ليشمل تأثير أموال المانحين
في صناعة السياسة الأمريكية. جاء اسم «جورج نادر» في التحقيقات بالتتبع العكسي.
وثائق مسربة من البريد الإلكتروني لـ «إليوت برويدي». وثيقة منها تم إرسالها إلى
«جورج نادر»، تحوي تفاصيل أحد اجتماعات «برويدي» مع الرئيس الأمريكي «دونالد
ترامب».
بدأت التحقيق الأول معه في يناير/كانون الثاني الماضي.
كان الاهتمام في البداية حول شخص نادر، كونه صاحب علاقات نافذة في البيت الأبيض،
مقربًا من «بانون» مدير حملة ترامب. لكن بتتبع علاقات «نادر» انتهى الأمر بالتحقيق
في دور الإمارات بالكامل.
المعضلة التي تواجهها الإمارات هنا أن الرجل يقدم نفسه بصفته مستشارًا لـ «بن زايد». هذا بجانب أن اسم الإمارات ذكر سابقًا في قضية التدخل الروسي بشكل مباشر. إذ ذكرت وثائق حصل عليها «مولر» أن الإمارات رتبت اجتماعًا سريًا لأحد رجال ترامب مدير شركة بلاك ووتر «إيريك برينس» مع موفد مباشر من الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين».
ما يثير مزيدًا من التساؤل حول الإمارات، أن موفد
ترامب، مدير الشركة المذكورة أعلاه، عيّن «نادر» مستشارًا له. وتم تكليفه بالحصول
للشركة على صفقة في العراق. لكن فشل «نادر» في الحصول على الصفقة أنهى وجوده في
الشركة.
الإجابة دائمًا قطر
كل هذه الروابط والتساؤلات، والإمارات آثرت الصمت.
سفيرها في واشنطن «يوسف العتيبة» أجاب بـ «لا تعليق» حين طُلب منه الرد على ما
قاله «مولر». أما المتحدث باسم «برويدي» فألقى الكرة في ملعب قطر. وقال إن الوثيقة
سُربت بوسائل قرصنة غير شرعية، وأن «برويدي» يعتقد أن قطر هى من فعلها. قطر بدورها
قالت لا شأن لنا بما يحدث.
بدوره لم يعلق «نادر» حول كل ما قيل. ولم يصرح «مولر»
بحقيقة ما اعترف به الرجل. لتغيب الحقائق حول التأثير القانوني لظهور «جورج نادر»
في مسرح الأحداث. ويتبقى لنا الآثار الواقعية لتصريحات «مولر».
0 تعليقات