آخر الأخبار

وحدة مصر وسوريا على يد إبراهيم باشا


وحدة مصر وسوريا على يد إبراهيم باشا




سامح جميل

سعيد الشحات يكتب ذات يوم 16يونيو 1832م..
إبراهيم باشا يدخل دمشق.. "مفتاح الشرق وأجمل حبات الدنيا"..
يقطع جيلبرت سينويه فى كتابه "الفرعون الأخير محمد على .."..ترجمة عبد السلام المودنى منشورات الجمل بيروت ..انه "لم يغادر المشروع السورى بالع ..محمد على أبدا..فهو يريد هذه الأرض ويجب ألا يمنعه شىء للحصول عليها"..

وفى التطبيق العملى سنجد فكرة ضم سوريا الى مصر كانت تختلج فى نفس الباشا منذ عام 1810 ..وصرفه عنها إنهاكه فى الحروب الوهابية ثم فتح السودان ثم الحرب اليونانية ..فلما انتهى من هذه الأخيرة اخذ يفكر فى إنفاذ فكرته"..وهكذا يؤكد عبد الرحمن الرافعى فى كتابه عصر محمد على "دار المعارف القاهرة "..

كان عام 1832هو العام الذى اخضع محمد على طموحه بضم سوريا الى إمبراطوريته على ارض الواقع وفى أسباب إقدامه عليها هناك أغراض اقتصادية وأغراض سياسية ..فعلى صعيد الاقتصاد أراد ان يستغل مواردها من الأخشاب والفحم والنحاس حسب الرافعى الذى يرجح سببا آخر وهو الأهم أن حيث يرى أن مشروع محمد على الذى كان يتناول انشاء دولة عربية مستقلة فى مصر تضم اليها الدول العربية فى افريقيا واسيا ..ويؤيد هذه بالفكرة رجحانا من بعض تصريحات فاه بها إبراهيم خلال الحرب السورية فبينما كان الحصارمضروبا على عكا سئل "إلى اى مدىتصل فتوحاته اذا تم الاستيلاء على عكا فقال ما معناه "الى اى مدى يتكلم الناس باللسان العربى"..وعلى أية حال نحن أمام نظرة تدرك أهمية سوريا..
بعد السيطرة على عكا فى مايو 1832 مضى إبراهيم شمالا قاصدا فتح دمشق وطيقا للرافعى
غادر عكا يوم 9يونيو فى جيش مؤلف من 18 ألف جندى مقاتل منهم 9الالاف من الجنود النظاميين و9الالاف من العربان المصريين والبدو السوريين والدروز ولما اقترب من دمشق وقعت مصادمة خارج المدينة بين الجيش المصرى والجيش العثمانى انهزم فيها الأتراك وفر والى الشام بجنوده وكان اهل الشام غيرمعتزمين مقاومة الجيش المصرى لان مساوىء الحكام الأتراك جعلتهم لايميلون الى المقاومة وخرج وفد من اعيان دمشق ليقابلوا إبراهيم باشا وقدموا طاعاتهم فدخل المدينة فى مثل هذا اليوم 16 يونيو 1832 ..ونصب الجيش خيامه خارج البلد واحترم الجنود المصريين أملاك الاهالى وأموالهم فكان سلوكهم مدعاة للإعجاب مما حبب الحكم المصرى الى النفوس"..

ويقول الرافعى "أقام إبراهيم باشا فى دمشق صهيون..وحضر صلاة الجمعة فى الجامع الاموى ورتب الإدارة فيها وعين احمد اليوسف أحد أعيانها "متسلما عليها"..وانشآ ديوان المشورة يختص بنظر دعاوى الرعية والحكومة....وتقول دكتورة لطيفة سالم فى كتابها "الحكم المصرى فى الشام"مكتبة مدبولى القاهرة..ان محمد على كان ينظر الى دمشق إنها مفتاح الشرق وإحدى حبات الدنيا ..وان هذا نشر فى الوقائع الرسمية التى يعنى ان هذا رأى محمد على ..
وتقول أيضا لطيفة سالم أن قوات إبراهيم باشا التى دخلت دمشق كان يتقدمها الأمير بشير شهاب ورجاله وهو أمير كان يحكم المنطقة اللبنانية بتجمعها من الدروز والموارنة ..

وتضيف لطيفة سالم أنه بعد دخول قوات أي إبراهيم باشا
نودى بالأمن والأمان ..وسلمت المدينة مفتاحها مفتاح القلعة للمنتصرين وصدرت أوامر القوات بعدم الاعتداء وعدم النهب..وتعهد إبراهيم باشا للأعيان بحماية الاهالى ..وعفا عن الأعيان الذين قاوموا ..
هكذا كانت دمشق فى نظر محمد على باشا "مفتاح الشرق "..!!








إرسال تعليق

0 تعليقات