آخر الأخبار

رسمنة الحشد وتحديات الصراع المستمر





رسمنة الحشد وتحديات الصراع المستمر



إياد الإمارة


التعبئة العامة ضرورة ملحة عندما تكون الأخطار كبيرة جدا ومستمرة غير متوقفة، هذا ما يقوله المنطق ويعمل عليه العقلاء وأثبتته التجارب في أمم مختلفة في أماكن وأزمان مختلفة، إذ لا تستطيع الجيوش النظامية لوحدها بكل ما تملك من عديد وعدة الصمود أمام الأخطار الكبيرة غير المتوقفة. لا تستطيع مواصلة المواجهة ما لم تكن هناك تعبئة عامة تؤازرها وتدعمها وتشاركها بتنسيق عالي مهامها الموكلة إليها..
أنا شخصيا ومنذ البداية لم أحبذ "رسمنة" الحشد وتحويله إلى مؤسسة حكومية صرفة وأعتقد أن ذلك خلاف معنى فتوى الجهاد الكفائي التي اصدرتها المرجعية العليا المباركة في مدينة النجف الاشرف التي أوضحت إن "الكفائية" تستلزم رفد الثغور بما يحصنها باستمرار ولا نحسب بأن ذمتنا قد برأت بتصدي غيرنا، أبدا، الذمة مشغولة حتى تحقق الكفاية بما يحصن الثغور في المعركة، اذا التعبئة عامة للجميع بدون استثناء، الجميع حشد شعبي بزي رسمي أو بدونه، هو ليس فرصة عمل لعاطل لم يجد فرصته في بقية دوائر ومؤسسات الدولة، هو ليس فرصة لمنصب أو لمكسب .. لكي نؤكد على الرسمنة وندعوا لها بقوة..
نحن في العراق أحوج ما نكون إلى ديمومة التعبئة العامة "الحشد الشعبي الكفائي" على اعتبار المخاطر المستمرة المحدقة بنا والتي لم تتوقف ولا يبدو أنها ستتوقف على المدى القريب في أقل التقادير.

صحيح أننا لسنا مع مظاهر وحالات استغلال الحشد الكفائي المقدس استغلالا سياسيا أو اقتصاديا أو أي نوع آخر من الاستغلال، كما إنه ليس من الحشد من يحاول أن يخرج عن أخلاق وآداب وشجاعة الحشد والدواعي التي دعت إلى تأسيسه، لقد شهدنا ممارسات خارجة عن الأخلاق والقانون والأعراف من بعض مَن استغل عنوان الحشد لمآرب شخصية مجردة، سرقات وإبتزازات وتعديات قام بها بعض ضعاف النفوس الذين التحقوا بالحشد ليس من أجل أهداف الحشد بل من أجل أهداف شخصية وهذا لم يحدث مؤخرا فقط بل في الوقت الذي كان فيه الوطيس حاميا وأرواح الشباب على اكفهم وهم يلبون نداء الباري عز وجل، فالقضية ليست وليدة اليوم.
علينا كمواطنين على قيادات الحشد "الحقيقية" أن تسعى جاهدة لأن تجعل التعبئة العقائدية ثقافة عامة، ثقافة عقائدية وجهادية وسياسة وجهوزية عالية.
لست مع الرسمنة كما أنني لست مع الانفلات، ولتكن دماء الشهداء وقصص بطولاتهم مدرسة نتعلم فيها كيف ندير معركة الحياة الكبرى مع الطواغيت من حولنا.


إرسال تعليق

0 تعليقات