الاعلام ... ماكنة حربية خطرة !
بقلم // سعد اللامي
اذا ماعدنا بالذاكرة الى
الوراء وتحديدا في اعوام ٢٠١٤،٢٠١٣،٢٠١٢ سنتذكر سويا كيف ان الاعلام المحلي
والاقليمي والدولي ( وانا هنا اعني البعض منه ) ، لعب دورا كبيرا في احتلال عصابات
داعش لمناطق شاسعة من الارض العراقية ونشر افكاره بسرعة فاجئت كثير من المتابعين عبر
هذه الماكنات الاعلامية التي ضخت اموالا طائلة لادامة زخم انتشار ثقافة التكفير
والغلو والقتل بأسم الاسلام ( وهو براء منهم اكيدا ) .
اليوم وكأن المشهد يعيد نفسه
ولكن ربما بطريقة وتكتيك آخر من نفس الجهات التي غذت ودعمت وطبلت لتلك الاعوام ،
والملفت للانتباه ان جزءا مهما منها ايضا يعمل تحت غطاء رسمي وحكومي وبرلماني كما
حدث ايضا في الاعوام انفة الذكر .
من البديهي بمكان ان سائلا
يسأل ، ماالذي نتحدث عنه تحديدا ، وأقول ان ماحصل في الايام الماضية من شحنة
اعلامية وتحديدا حول دخول عديد مقاتلي داعش في مناطق سلسلة جبال حوران وصحراء
الانبار وسهل نينوى وقضاء مخمور وغيرها من المناطق التي شهدت تواجدا واحتلالا
لعصابات التكفير ورواجا للفكر الظلامي وتمكنت القطعات الامنية والتشكيلات العسكرية
وألوية الحشد الشعبي بمختلف تسمياتها ، تمكنت من تطهير الارض وطرد ماتبقى من هذه
العصابات وساعدت في عودة عديد المواطنين الى محل سكناهم ، نعود الان لنسمع مرة
اخرى عن عودة هذه العصابات عبر قنوات ربما خُدعت وضُللت كي تقوم ببث المعلومة
لغايات مريبة لايُحمد عقباها !
المشكلة تكمن في ان بعض
القنوات الفضائية تتعامل مع مايصلها من معلومة او خبر بشكل سريع دون ان تدقق فيها
وتطرح التساؤل على من هم في محل المسؤولية المباشرة قبل ان تطلقها في فضاءها
التلفازي وبالتالي فأن بعضا من الجمهور يحاكي ويتماهى ويتفاعل مع المعلومة دون ان
يكون على دراية تامة من انها معلومة مضللة وغير واقعية وربما تُتسبب في حدوث جرائم
سريعة على اثر انتشارها بين اطياف المجتمع .
انا هنا اؤكد ايضا ان هناك
معلومات شبه مؤكدة من ان الادارة الاميركية تقوم بتجهيز قوات جيش الحر ( جبهة
النصرة ) بالتعاون والاتفاق مع قوات قسد الديمقراطي وتهيئة هذه الاعداد للزج بهم
في الوقت الذي تحدده اميركا لبث الرعب وزعزعة الامن والاستقرار الاقليميين
وبالخصوص منها في العراق والهدف الاكبر من هذا التحرك هو جذب قوات الحشد الشعبي
للصدام مع جيش الحر وبالتالي توجيه ضربات جوية اميركية اسرائيلية الى قوات الحشد
الشعبي لايقاع اكبر الخسائر فيها مع الاخذ بنظر الاعتبار ان المناطق التي تُستهدف
هي مناطق يتواجد فيها قوة ضاربة من ألوية الحشد الشعبي وهي قراءة ربما تُخطئ وربما
تُصيب اذا مااحتسبنا ان الضربة الجوية الاسرائيلية الاميركية الاخيرة لمعسكر ( صقر
) كان قد خُطط لها مسبقا سيما وان الاجواء العراقية مخترقة بشكل كبير وان قواتنا
المسلحة ومنها بالخصوص الدفاعات الجوية تفتقد للمعدات اللوجستية التي تمكنها من
بناء شبكة دفاعية قادرة على حماية الاجواء او حتى رصد الطائرات العدوة المخترقة .
الامر اذن ليس بساذج ... وينبغي
اتخاذ اقصى تدابير الحيطة والحذر على الصعيد الامني وعلى وسائل الاعلام العراقية
الشريفة ان تكون بمستوى المسؤولية وتقدم الدعم الحقيقي الى قواتنا المسلحة كما
قدمت ذلك في معارك التحرير التي وثقتها كاميرات الابطال من المراسلون .ولنا تتمة
ايضا ..
0 تعليقات