آخر الأخبار

مقتطفات من "هكذا تكلم اليعقوبى" .......... منهج" اليعقوبى" الحوزوى





مقتطفات من " هكذا تكلم اليعقوبى "...

منهج" اليعقوبى" الحوزوى

محمود جابر

منذ البداية عمل اليعقوبى على تطوير مناهج الحوزة الكلاسيكية، ولعل كتابه  ( الرياضيات للفقيه ) كانت واحدة من هذه الخطوات على طريق المنهج الجديد . 

وسلط الأضواء على حقيقة الدور السلبي لبعض الشخصيات التى ساهمت في انحدار الوضع الشيعي العام , وانتقد صمت الصامتين عن مظلومية الشعب العراقي وسكوتهم عن الفاسدين والمفسدين والقيادات الظالمة ولعل كلمته حول دور العمامة الشيعية تُعد من أجرأ ما قيل في التاريخ المعاصر في مضماره حيث ذكر ما مضمونه:

 ( إن العمامة الشيعية – ويقصد حاليا – دجنت الشعب العراقي ) أي ساهمت في إسكاته ورضاه بالواقع الظالم وذلك من خلال سكوتها وإسكاتها للناس بالعامل الديني .

وكذلك تميز اليعقوبي بعوامل لم تتوفر لغيره ، فهو ينتمي إلى أسرة دينية عريقة ، إضافة للجمع بين الدراسة الحوزوية والأكاديمية – باعتباره مهندسا ً – ويمتلك بعداً ثقافيا واسعا وتهيأ له طلبة علوم دينية حركيون ورساليون وتوفرت له قاعدة واعية ومثقفة ومطلعة وحركية

 ومن خلال دعوته للاستفادة من كتابات الدكتور علي شريعتي اثبت انه يتبنى مبدأ حرية الفكر الملتزم ودعمه لقضية نقد الذات من اجل معرفة العلل لتقويم الجسد الإسلامي،  والاستفادة من كتابات مالك بن نبي وغيرها من الأطروحات الإسلامية
 
وبالتالي فقد توفرت للمرجع اليعقوبي نوعاً ما قيادة وسطية جيدة – بين المرجع وقواعد حركته – رغم عدم مواكبتها لضخامة وسرعة تحرك المرجع وهي قيادات تميزت ببعد ثقافي فكري وبعد عملي حركي.

 ومن هنا انطلق المرجع اليعقوبي لخلق حالة تواصل فكري وعملي على المستوى الشيعي العام وإيجاد ترابط مقبول بين الخطوط الشيعية على مستوى العالم استنادا للظروف أعلاه حتى وصل الأمر الى طلبه من بعض الرموز القيادية الإسلامية التي ترجع إليه – تقليدا – العمل بعيدا عن إظهار الانتماء أو طرح مرجعيته في خطواتهم وإنما المهم هو الناتج الإسلامي العام ومصلحة الأمة فبقيَ اسم المرجع اليعقوبي مغيباً عن الكثير من الانجازات الثقافية والعملية رغم دوره الرئيسي فيها واقعا.

وإذا أردنا أن نصف مشروع الشيخ اليعقوبي فى كلمة واحدة نستطيع القول أنه مشروع بناء العراق (بناء الدولة وفق الأسس الإسلامية السليمة) وهي عملية ليست سهلة إطلاقاً بعد أن أصبح العراق ساحة لحرب عالمية ثالثة ومسرحاً لزعامات دينية وفكرية ووطنية متنوعة مع عشرات الأحزاب والمؤسسات الغريبة المفاجئة للمجتمع العراقي وبعد اختفاء الدولة في أبريل/ نيسان 2003 والبلاد ليس فيها بنية اقتصادية ولا بنية سياسية ولا بنية ثقافية سوى عواطف مفعمة وقلوب طيبة..



إرسال تعليق

0 تعليقات