آخر الأخبار

لولا عصاد لهلكت عبادة







لولا عصاد لهلكت عبادة




هادي جلو مرعي

قبل مايقرب من القرن والنصف شتت العثمانيون الغزاة مضارب قبيلة عبادة الكبيرة في مناطق نهر الأخيضر في محافظة ذي قار، وذهب كل الى وجهة غير معلومة، وإنتقل بعضهم الى منطقة التليل في المحافظة، وكان أبرز رجالاتهم الشيخ عصاد بن محيسن الذي كان يحتفظ بالعزم والشكيمة والجلد والصبر، ولم يثنه فعل العثمانيين عن العمل الدؤوب على إعادة هيكلة العشيرة، وتجميع أبناء العمومة، ورص صفوفهم ليعودوا جزءا من المجتمع العراقي الكبير، ومن النسيج العشائري المعروف في الجنوب من بلاد سومر العظيمة.

نجح الشيخ عصاد محيسن في جمع كبار القوم والوجهاء منهم ورؤساء البطون، وحاول أن يركز جهوده على منع الشتات، والبقاء في وحدة تتيح العودة الى الوضع الطبيعي قبل الهجوم العثماني على بيوتات وأبناء القبيلة، وقد سجل التاريخ ذلك، وتشير وثائق زودنا بها الصحفي المعروف الزميل عماد العصاد مقدم البرامج في قنوات الديار والبغدادية وأخيرا السومرية الفضائية، وببرنامجه المشهور (سحور سياسي) الى حجم الجهد الذي بذله الجد الكبير العصاد الذي تفرد عن زعماء عبادة بذلك الدور، ويعود له الفضل في بقاء الإسم والهيبة والتأثير، حتى صارت عبادة من قبائل العرب التي يشار لها بالبنان، ومنها تفرعت بطون، وبرز رجالاتها في حقول المعرفة والسياسة والصحافة والإقتصاد والتجارة.

ومثل مايحدث للجيوش في الحروب الكبرى حين تتعرض الى هزة، أو يتم تفكيك وحداتها العسكرية بسبب نوع تلك الحروب وضرواتها وشدتها، ثم يجري إعادة تجميعها، يكون للمجتمعات ذلك ولبناها الأساسية لأن المنظومة المجتمعية تتكون من بيوت وأنساب وقبائل تخضع لحوادث الحياة وتقلباتها, فتكون ضحية لها، ومستفيدة منها في بعض الأحيان، وبالتالي فعمل رؤساء القبائل وكبارها يندرج في إطار حفظ النسيج الإجتماعي من التفكك والضياع والنسيان.

في الفترة الأخيرة قرر وجهاء بيت العصاد الإستقلال بالتسمية ضمن عبادة كقبيلة، وليس الإنفصال عنها، ولكن في إطار التسمية المتفردة ضمن هيكل القبيلة العام خاصة وإن عبادة لم تعد بحاجة الى عمل من هذا النوع، وصار للعصاد كبيت أن يكون معروفا لأبنائه وسلالته ليكونوا بعنوان متفرد في المجتمع، ومن كبار وشيخ عبادة.

مازحت صديقي عماد العصاد العبادي الصحفي، وقلت له: إن القول الذي يجب أن يبقى في ذاكرتكم هو : لولا عصاد لهلكت عبادة. وشرح هذا تجدونه في مقدمة المقال.

إرسال تعليق

0 تعليقات