عرابى وناصر
د.أحمد دبيان
وفى ذكرى هزيمة عرابى واغتيال ناصر
......ولدت بعد وفاة المؤسس
بأشهر قليلة، لا ازعم أنى عايشت المشروع التحررى النهضوى لمصر عبد الناصر ولم
أعايش الإنجازات والإخفاقات ، وهى سمت طبيعى لثورة قامت فى وادى ظل يرسف آلاف
السنين ، فى معادلة شبه ثابته يحرص القائم بالأمر على إبقائها بطرفيها
حتى ولو كان توازنها بالتغييب
والتجهيل والقمع وتزيين الخنوع والخضوع
نخبة زائفة قليلة تملك كل شئ
—————> مقابل أغلبية مهمشة لا تكاد تقيم أودها ،
ربما كانت المحاولة المجهضة
والتى كانت لتغير وجه مصر التاريخى ان نجحت هى ثورة أحمد عرابى والذى كان لتردده
فى عزل الخديوى العامل الأكبر فى انقضاض الثورة المضادة من إقطاعيين وبأدوات فى
سيناريو يماثل أحداث كومونة باريس وتم قمع الثورة واجتياح الوادى وحل الجيش المصرى
.
محاولة عرابى كانت تهدف لإقامة برلمان ودستور مبكّر ليكون الحكم دستوريا برلمانيا ، ولكن الاستبداد العلوى استدعى المحتل الذى كان يُؤْمِن مصالحه فى مصر كحاضن لقناة السويس معبره لدرة تاجه فى شبه القارة الهندية إضافة الى تأمين مصدر للقطن الطويل التيلة بأبخس الأسعار لمصانعه فى لانكشاير .
جاءت ثورة ١٩٥٢ كجراحة اجتماعية تحررية تحاول تفكيك المعادلة السياسية الاجتماعية التى ظلت ترسف مصر فيها لآلاف السنين ، ولتنجح فى طرد الاستعمار خارج الوادى بل وخارج أماكن تمركزه فى عدن وفى ليبيا ولتأمين الجنوب فى فهم صاغته الديناميكية التاريخية الجغرافية فى الدوائر الثلاث وهو الفهم الأمثل لواضع إستراتيجية الأمن القومى المصرى منذ فجر التاريخ فرعون مصر العظيم تحتمس الثالث .
نجحت الجراحة الاجتماعية فى
خلق طبقة متوسطة فاعلة بمشروع ثقافى تنويري شاهدت اثاره فى مطبوعات دار الشعب ودار
التحرير والتى كنت اجد طبعاتها القديمة عند أكشاك الكتب فى شارع النبى دانيال فى الإسكندرية
.
كانت هذه الطبقة والتى نجح شبابها فى صنع انتصار حرب أكتوبر هى الهدف الذى تعاورته سيوف وسهام المشروع المضاد لدولة كامب ديفيد .
وبعد ان كان التعليم وسيلة
للحراك الاجتماعي وخلق الكوادر ، صار الهدف وبسبب الميل المصرى لعدم الانزلاق
للحلول الراديكالية لإنهاء الطبقة المهيمنة ومحاولة دمجها فصار هدفها هو محو
الطبقة المتوسطة وإنهاكها لتتقلص ولتعود المعادلة التاريخية الحاكمة للوادى الذى
لم يرى الا بصيص نور فى سنوات لا تتعدى اربعة عشر عاما ١٩٥٦ -١٩٧٠ لتنقض حراب
هكسوس العصر المتحالفين مع خونة الداخل والكومبرادور الاقتصادى الممكن لهم ولتهيمن
معادلة النصف فى المائة مرة أخرى .
0 تعليقات