العقيد / صلاح فهمى نحله
الضابط المصري الذي حدد يوم الحرب على إسرائيل أكتوبر 1973
لقد كان أحد أيام السبت من
شهر مايو 1973 عندما استدعى اللواء الجمسى ــ رئيس عمليات القوات المسلحة ــ
العقيد صلاح فهمى ليكلفه بمهمة واضحة .. مهمة سرية وغاية فى الحساسية فلقد كلفه
اللواء الجمسى بتحديد موعد الهجوم على خط بارليف بالتعاون مع القوات السورية
محدداً الشهر و اليوم و الساعة المناسبة من وجهة نظر العسكرية المصرية
و انطلق صلاح فهمى حاملاً
على كتفيه مهمة تنفيذ ذلك التكليف وحدد عدد من الوجهات لإمداده بما يحتاج من معلومات
أو بيانات كل فى مجال تخصصه.
= فتوجه إلى :
مركز الدراسات الاستراتيجية
بالأهرام ليحصل على مواعيد الأعياد والعطلات الرسمية فى إسرائيل وتوقيتات اجتماعات
الكنيست وسُلطات اتخاذ القرارات المصرية
-----
= وتوجه إلى :
هيئة الأرصاد ليعرف حسابات
ساعات الليل والنهار واتجاهات التيار فى قناة السويس
-----
= كما التقى =
بمسئولى المخابرات للتعرف
على خطط الدفاعات الإسرائيلية و توقيتات تدخل الاحتياطيات و نظام استدعاء الجيش
الإسرائيلي
-----
هذا فضلاً عن متابعته
واطلاعه على العديد من الإصدارات الصحفية الإسرائيلية خلال الأشهر الأخيرة
------
وفكرة غلق مضيق باب المندب
أمام الملاحة الإسرائيلية والتى كانت واحدة من أعظم مفاجآت الحرب التى وقعت على
العدو كالصاعقة وأربكت جميع حساباته
-----
وفى نهاية الأسبوع استدعاه
اللواء الجمسى للاستعلام عن موعد تسليم التقرير الخاص بتحديد موعد الهجوم حيث أن
الرئيس السادات سيجتمع مع الرئيس السورى حافظ الأسد للاتفاق على موعد الهجوم
المشترك للقوات المصرية والسورية على القوات الإسرائيلية . ووعده العقيد صلاح فهمي
أن يسلم التقرير يوم السبت ..وخرج العقيد فهمى من مكتب اللواء الجمسي متوجهاً إلى
منزله مباشرة لكتابة نقاط تقريره تجنباً لأن يراه أى زميل فى المكتب
----
وفى منزله بحث عن أوراق
ليرتب عليها أفكاره فلم يجد سوى كراسة دراسية خاصة بإبنته مكتوب عليها اسمها «حنان
صلاح فهمى» .. فقلبها ليستخدم ما تبقى من أوراقها من الناحية الأخرى كمسودة مبدئية
...وبدأ فى كتابة نقاط تحليله ..... لماذا يوم السادس من أكتوبر ..... ولماذا
الساعة الثانية ظهراً ..... وعرض رؤيته المدعومة بالمعلومات والبيانات الموثقة
-------
ولما كان يوم السبت توجه
إلى مكتبه فى الصباح لصياغة التقرير فى صورته النهائية قبل تسليمه ..... فأخبروه
على البوابة بأن اللواء الجمسى يطلبه على عجل فتوجه إلى المكتب مسرعاً ..... وأخبر
اللواء الجمسى بأنه وصل للفكرة و لم يتبق إلا صياغتها بصورة نهائية للعرض .....
فنظر اللواء الجمسى إلى «الكراسة» و طلب منه شرح الفكرة
------
و ما أن انتهى من عرضها حتى التقط اللواء الجمسى
«الكراسة» .. وتوجه بها إلى الفريق الشاذلي رئيس الأركان الذى وافق على المقترح
..وصعد إلى الدور الثانى حيث مكتب المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية وعرض عليه
التحليل ..... بعد أقل من ساعتين كانت «الكراسة» فى يد الرئيس السادات والمشير
أحمد إسماعيل يعرض عليه التحليل ..... واحتفظ الرئيس السادات بكراسة حنان صلاح
فهمي المدون بها مقترح توقيت الحرب حتى يوم لقائه بالرئيس الأسد بالإسكندرية .....
والذى تم فيه الموافقة على موعد الهجوم العربى يوم السادس من أكتوبر 1973 فى تمام
الثانية وخمس دقائق ظهراً
0 تعليقات