آخر الأخبار

فى ذكرى العدوان الثلاثى ١٩٥٦






فى ذكرى العدوان الثلاثى ١٩٥٦



د . أحمد ديبان

وهو حدث للأمم الواعية يكاد ان يكون نصاً شبه مقدس كذكرى سقوط الباستيل تأكد به استقلال مصر ...

فى الصور المرفقة غلاف لمجلة

The Sunday Times magazine

وفى الذكرى الثلاثين وقتها للعملية

Operation Musketeer

أو عملية الفرسان الثلاثة وهذا هو مسمى العدوان الثلاثي بالنسبة إليهم

أو حرب السويس،

Suez crisis

ولأنهم غرب واعٍ يعترف بهزيمته ويحللها منعاً لتكرارها،

كان العنوان الخارجي للتحقيق الداخلي

كيف انتصر ناصر ؟

ليس هذا الغلاف للمجلة هو الوحيد لكتب ومنشورات تؤكد هزيمة العدوان فى عام ١٩٥٦

فهذا كتاب كيث كايل



السويس

نهاية الإمبراطورية البريطانية فى الشرق الأوسط ، يؤكد فيه الهزيمة الساحقة للعدوان .

فى تاريخ الأمم هناك جولات ومعارك فارقة ، تحفرها الشعوب والأمم الواعية فى الذاكرة لأنها تؤسس لميلاد وبعث
جديد ،

فى فيتنام كانت المعارك تدور على الاراضى الفيتنامية والقرى يسيطر عليها الأمريكيون فى الصباح او هكذا كانوا يظنون لتشن قوات الفيت كونج فى الليل حرب العصابات الليلية ،

وظل الشعب وقواته يقاومون ويستنزفون العدوان الى ان رضخ العدوان وانسحب وجلس على مائدة المفاوضات .

لم يخرج احد فى اختزال وتسطيح مشين ولى ساذج لحركة التاريخ ليقول هذا نصر سياسى وليس بنصر عسكرى ،

كان لمساندة الاتحاد السوفيتى للمقاومين فضل أيضا فى نصر فيتنام كما كان لمساندته وإنذار وزير دفاعه بولجانين السند لمقاومة عنيفة فى بورسعيد لم تفلح بريطانيا ولا فرنسا ولا إسرائيل فى السيطرة على المدن ولا على الأرض ،


كان لدحر العدوان نتائجاً كارثية على الدول الكبرى ،

ألغت مصر بسبب عدوان إنجلترا اتفاقية الجلاء وتأكد استقلال مصر ، لم يفلح مبدأ أيزنهاور فى جر مصر لاى منظومة امن فى المنطقة وانهار بعد ثورة العراق حلف بغداد

انسحبت إنجلترا لقاعدتها فى عدن والمحتلة منذ القرن التاسع عشر لتطردها نهائيا حركة القوميين العرب المدعومة من مصر وثورة اكتوبر فى اليمن الجنوبي ،

تم الإطاحة بانتونى ايدن وجى مولييه وبن جوريون .

تم اجبار إنجلترا وفرنسا على الدخول فى مفاوضات تسويات للقناة استطاعت مصر فيها ان تجبر إنجلترا على سداد ديونها التى كانت ترفض سدادها جراء معاهدة ١٩٣٦ واستغلال الطرق والمطارات والتى فشلت كل حكومات ما قبل ثورة يوليو فى تحصيلها .

هناك دول تصطنع تواريخا تافهة لترسخ بها ذاكرتها الوطنية ، وتصبح نصها التاريخى المقدس ولا يأتى احد بدافع حقد وتقزم شخصى ليلغى هكذا مناسبة او يسمح لتعاطى الأفيون التاريخي بان نتلاعب بغميضة الدعارة الفكرية ونقول هذا نصر سياسى وليس بعسكرى ،

النصر كان شاملاً لا يتجزأ وهو نصر سياسى وعسكري ،

لم يختزل احد حركة التاريخ حين دخل ديجول باريس ، او احتفل تشرتشل فى ميدان الطرف الأغر ورغم ان المساندة السوفيتية والأمريكية هى من حسمت الجبهة الألمانية ليقول ان نصرهم كان سياسياً لا عسكريا او ليقول ان السند الامريكى كان هو سبب انتصار ديجول او تشرتشل فى اختزال للدور الأهم للسوفييت أول من اقتحم برلين واقتحم مقر هتلر .


إرسال تعليق

0 تعليقات