آخر الأخبار

نظرية الاندساس






نظرية الاندساس



عز الدين البغدادى

لا زالت وسائل إعلام السلطة البائسة تصرّ على طرح رؤيتها عن وجود مندسّين في المظاهرات، وهذا ليس طرحا جديدا، فقد حكى لنا القرآن الكريم منطق فرعون وهو يتحدث عن قوم موسى بنفس اللغة التي لم يستطع طغاة هذا الزمن تطويرها وتجاوزها.

في السنوات الأخيرة حدثت مظاهرات كثيرة في دول متقدمة، فقد حصلت في لندن وفي ستوكهولم (السويد) وفي باريس، وقد رافقتها كثير من أعمال العنف والسلب والنهب. لكننا لم نسمع سياسيا او إعلاميا من تلك الدول طرح فكرة "المندسّين" فهم يعرفون أنّ مظاهرات يشاترك فيها الآلاف من الطبيعي جدا أن يكون فيها أشخاص غير منضبطين لا يمكن السيطرة عليهم.

مع ذلك فانا اعتقد فعلا بوجود مندسين، فأمس تم إحراق دار الأيتام في الحلة، ومن حقي أن أسأل: هل من مصلحة اي متظاهرٍ ان يحرقه؟ طبعا لا، ومن قام به إما عصابات إجرامية وهذا محتمل، أو إن هناك جهات سياسية هي من قامت بذلك لتشويه صورة المظاهرة وهو الأرجح، وسوف ياتي اليوم الذي تكشف فيه هويتها ومن يدفعها؟

عموما تعبير "مندس" هو جزء من الآلات الثقافية للاستبداد الشرقي في التعامل مع من يعارضها، وبأي حال فإنّ على ساسة البلد وبعض الاعلاميين المبتذلين الذين يتملّقون لهم ان يكونوا أكثر ذكاء ويحاولوا أن يجدوا مصطلحا أفضل يستخدمونه في مجابهة ثورة الشعب.
أخيرا لا ادري لماذا تذكرت وأنا اتكلم عن الاندساس مفردة "الدشوش" وهي المفردة التي استعملها الفنان الكوميدي عزيز كريم في تمثيلية "سينما" عندما سقطت علبة الشخاط منه أثناء دشوشه أي دخوله الى السينما.

لصوص وأغبياء
( ملاحظة: الصورة لشاب مندس مع أمه العجوز وهي مندسة أيضا وهما يحملان الطعام إلى المتظاهرين)

إرسال تعليق

0 تعليقات