آخر الأخبار

مواقع التواصل والثورة الإعلامية










مواقع التواصل والثورة الإعلامية

د. محمد إبراهيم بسيونى

عمدي طب المنيا السابق



مثل الفيس بوك والتويتر وشبكات التواصل الاجتماعي الآن فتحا في الاعلام وثورة في طريقة التعاطي مع الإعلام وحولت جميع الناس الى رجال إعلام دون تخطيط أو رغبة منهم. جميع نظريات الإعلام التقليدية سقطت مع ظهور الإعلام الاجتماعي حيث أصبح كل الناس مرسل ومستقبل، منتج محتوى وناشر دون حاجة لمؤسسات إعلامية.

 ارتفعت وتيرة حرية التعبير للجميع في الإعلام الاجتماعي وغاب الرقيب الى حد كبير وتلاشى حضور إمبراطوريات الإعلام التقليدية واحتكار الرسالة.

فمن خلال منصات الإعلام الاجتماعي يتم إثارة وعي الجمهور من خلال نشاط أفراد أو حملات إعلامية مدروسة تستهدف توجيه الرأي العام وصياغة اتجاهات الناس. فالكثير مما يطرح في الإعلام الاجتماعي يرتبط بقضايا الجمهور ومن خلال مشاركة أهل الفكر والمختصين يتم تمرير رسائل ذكية لقيادة الرأي العام المصري والعربي. التكرار وأسلوب الحث والتناول من خلال زوايا متعددة يقوم ببناء صور ذهنية في عقل الجماهير بالتالي يوجهها ثقافيا وفكريا حتى دون ان تشعر.

استخدم الشباب منصات التواصل الاجتماعي في بداية ظهورها للدردشة ولإظهار العواطف وبناء العلاقات، لكن لاحقا تحولت الى النقاش الفكري والسياسي. اليوم الفكرة لا تكمن في أجابيتها أو أهميتها أو قيمتها بقدر ما تكمن في التسويق لها ووصولها لشريحة واسعة من المجتمع من خلال منصات قريبة لهم.  اليوم صار لأفلام اليوتيوب تأثير يفوق بعض الأحيان مسلسلات التلفزيون وصار لبعض التغريدات انتشار أكثر من مقالات الصحف في ما ساهم في توعية الجماهير.


الإعلام الاجتماعي أصبح برلمان الشعوب في الجانب السياسي وساهم في انتشار الوعي الثقافي ويسر النقاش المجتمعي حول قضايا الناس المستجدة. الإعلام بمفرده لا يصنع التغيير، هو أداة ومساهم رئيسي في بث الوعي وصياغة الاتجاهات وبناء المواقف والذي بدوره يقوم بتحريك الجماهير وتوجيها. الإعلام الاجتماعي الجديد لا يستغني عن الإعلام القديم بل مكمل ومشارك له في التاثير على المجتمعات لذلك تجد القنوات والصحف متواجدة فيه بقوة.


تقوم شبكات الإعلام الاجتماعي بإبراز الحقائق ونشر الإخبار الهامة بسرعة وتفسح المجال للنقد وتعرية الأشخاص ومكانا للنقد بالتالي توعية المجتمع. جميع مطالب الإصلاح والتغيير في العالم العربي والإسلامي ينبغي ان توظف الإعلام الاجتماعي مستفيدة من حجم الحضور وقوة التأثير وزخم التفاعل.

 إن ظهور مواقع التواصل الاجتماعي مثلت فتحا في الجانب الإعلامي للدعاة والعلماء والمصلحين ليقودوا شعوبهم ويوجهوا مجتمعاتهم بما فيه خير لهم.

إرسال تعليق

0 تعليقات