آخر الأخبار

لماذا يرفض رئيس الوزراء الاستقالة؟




 
لماذا يرفض رئيس الوزراء الاستقالة؟

عز الدين البغدادى

عندما تنظر في سيرة رئيس الوزراء الحالي فيمكن أن تجد شخصا غريبا يجمع بين الطيبة على المستوى الشخصي والثقافة، إلا أنه مع ذلك كان فيه شيء يجمع بين ضعف الذكاء والشخصية، والذكاء قابلية يمكن ان تجدها عند الأشخاص بمستويات متباينة، لكن عندما يكون الشخص في مستوى مسؤولية فإن الأمر يتحول إلى كارثة وجريمة لا سيما عندما يتحول الشخص الى شخص يتأثر بسرعة بمن حوله مما يجعله أقرب إلى "العربانة" حسب التعبير الشعبي أي الشخص ضعيف الشخصية والمندفع وسهل القياد لمن بيده قياده.

 في شبابه عندما كان عادل بعثيا كان مندفعا رغم أنه لم يكن في منصب مهم في الحزب، فقد ساهم في الإضراب الطلابي الذي كان له دور في إسقاط نظام قاسم، وعندما حدث انقلاب 8 شباط كان في الحرس القومي وساهم في تعذيب الشيوعيين، وقد ذكر أنه قام بتعذيب المحامي اليساري خالد عيسى طه الذي كانت محكمة المهداوي تستعين به في الدفاع عن المتهمين الذين تحاكمهم، ومن العجيب أن يتدخل قيادي بعثي تكريتي معروف وهو صلاح عمر العلي لتخليصه من يد عادل عبد المهدي... يعني الرجل كان كما يقال المثل النجفي "الطاسة أحر من الآش".

بعد ذلك انتمى الى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقيادة جورج حبش المنتفكي، وتحول الى شيوعي، بل واختار أن يكون ماويّا أي على جناح "ماوتسي تونغ" وهو الجناح الأكثر تطرفا في الشيوعية.

بعد ذلك تحول الى اسلامي، وهنا صار جزء من "المجلس الأعلى"، وفي كل ذلك كان يتبنى الموقف الأكثر تطرفا.

واضح من مواقف عادل عبد المهدي أن الرجل ضعيف، ويصدّق من كلّ عقله أي موقف يكون فيه ويندمج فيه، وهو ما يعبر عن ضعف رؤية وقلة فهم لواقع الأمور.. عادل عبد المهدي أضعف من أن يأخذ موقفا قويا كهذا، فأي شخص في موقفه سيكون وضعه الطبيعي هو الاستقالة، لكن الرجل يصر على الاستمرار لسبب واحد، وهو أن هناك من يقف خلفه ويقنعه بأن التنازل خطأ وأنهم معه، وأنه سيتجاوز هذه الأزمة، وهناك من يقنعه بأنّ تحالفه الاقتصادي مع الصين أغاظ الولايات المتحدة!! يعني الرجل يلعب مع الكبار جدا.

عموما الرجل شاء أم أبى سيستقيل، فالأمور وصلت إلى درجة لا يمكن معها بقاؤها.. اتمنى أن يجد صديقا مخلصا ينصحه بأنه يسر في درب مغلق، وبأي حال فإنّ طيبته ومحدودية رؤيته لن تبرأه من دماء الشهداء.

إرسال تعليق

0 تعليقات