آخر الأخبار

بين اسماعيل وقنديل ثمة فوارق عميقة





بين اسماعيل وقنديل
ثمة فوارق عميقة








محمود جابر


لا أدى أي زمان نعيش فيه ونحيا، وأي رجال هؤلاء الذين نقدمهم و يقدموا للناس على أنهم نخبة المجتمع وصفوة عقوله، وإذا كان هؤلاء الصفوة لا يفرقون بين التحرر والاستقلال الوطني...  والارتهان الوطني فعل الوطن السلام !!

فالتحرر الوطني هو إزالة التسلط الأجنبي بكل أشكاله، عن الوطن أو أي جزء منه وقع عليه تسلط خارجي، أو عن ثرواته.

ولكي يكتمل التحرر الوطني لابد من إقامة السيادة الوطنية المستقلة على كامل تراب الوطن وكامل ثرواته.

 يذكر هيكل الخديوي إسماعيل الذي أرسل عشرات الآلاف من الجنود المصريين الى المكسيك من اجل دعم ومساندة فرنسا وقد هلك اغلب هؤلاء الجنود فى هذه حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل وحين عاد ما تبقى منهم الى مصر استقبل الخديوي إسماعيل من تبقى من جنود مصر العائدين لبلادهم في فناء قصر عابدين بقوله :
(ورد على مسامعنا ما قمتم به من ثبات وإقدام في الحرب، وما أبديتموه من شجاعة ومهارة، ما أوجب الالتفات إليكم من الدولة الفرنسية، وارتحنا غاية الارتياح لما ظهر منكم فحافظتم على الشرف الذي حصلتم عليه من الحكومة المصرية…. وأقصى آمالنا انقيادكم للأوامر التي تصدر من الجنرال الفرنسي، وحصول سرورنا يكون بحصول سرور الجنرال وسرور الدولة الفرنسية من أفعالكم) هيكل (من نيويورك الي كابول) .


هذا ما نطق به حاكم مصر الذي جردته معشوقته فرنسا وبريطانيا فيما بعد من سلطانه وقد كان إسماعيل مدلها في حب فرنسا وزوجة الإمبراطور (أوجيني) التي راقصها في حفل افتتاح القناة .


هذا الحاكم لم يعرف يوما ما معنى الوطن، ولم يعرف ما معنى الاستقلال الوطنى فهو الذى استدان وتوسع فى استدانته حتى وضع مصر رهينة بين يدى القوى الاستعمارية وعزل ومصر تحت الوصاية الفرنسية الانجليزية..
وحينما يخرج علينا كاتب ومثقفا بحجم عبد الحليم قنديل  عبر قناة Cbc Extra  أمس يقول أن هذا الخديوي يجب إن يكون ضمن خونة الوطن يخرج علينا من يقول امنعوا قنديل من الظهور على التلفاز، لماذا ؟!



لأنه يستنزف وعى المصريين !!

هذا الأستاذ الدكتور سعد الزنط الذى يخشى على وعى المصريين من أن نتحدث عن الذى ارتهن مصر، هو ذاته الذى تحدث بالأمس عن طريقة جديدة لحل أزمة المياه مع إثيوبيا عن طريق إضافة منبع جديد وهو حل على طريقة التطبيع الصهيونى !!

وعودة على فكرة التحرر والاستقلال الوطنى الذى يبكيها الدكتور الزنط فأى استقلال كان ينشده من بنى الحضارة ( إسماعيل) – على حد زعمكم – فى وضع جيش مصر رهينة فى يد عدو مستعمر لجزء من بلادنا اقتصادنا ؟!
النقلة الحضارية التى نقلها إسماعيل لمصر هو ان وضعها رهينة فى يد شركة قنال السويس بعد ان رهن ملكية مصر فيها لسداد ديونة التى أنفقها فى نزواته ورغباته ...
فى النهاية التاريخ ليس مادة رخوة يمكن العبث بها فالتاريخ شاهد وحى  على من بنى مصر ومن رهن مصر، والواقع شاهد على نوعين من المثقفين نوع يبحث عن الاستقلال الوطنى وآخر يبحث عن الارتهان باى ثمن .



بين اسماعيل وقنديل ثمة فوارق عميقة



إرسال تعليق

0 تعليقات