آخر الأخبار

القضاء يدخل المعركة





القضاء يدخل المعركة



عز الدين البغدادى

نردد دائما بأن القضاء مستقل، وهو تعبير عن أمنية أكثر مما هو وصف لواقع، فأهل مكة أدرى بشعابها.


استغربت جدا من رد الفعل العنيف الذي صدر من عبد الستار البيرقدار الناطق باسم مجلس القضاء الأعلى ضد رئيس الوزراء السابق حيد العبادي، ومما جاء في التصريح: ينبهك القضاء إلى مراعاة استخدام المصطلحات التي تضعف الثقة بالقضاء لانها لم ولن تحقق أحلامك الوهمية بالعودة للمنصب الزائل إلى الأبد.


لا ولن ادافع عن العبادي، فهو جزء من المنظومة السياسية، لكنه ترك لنفسه ما يمكن أن يذكر بخلاف غيره، إلا أنه أقل بكثير من استحقاق العراق. لكن من الواضح أن عبارة " ولن تحقق أحلامك الوهمية بالعودة للمنصب" لا يمكن أن يصدر من جهة قانونية أو قضائية ولا يمكن أن تفسر إلا باعتبارها موقفا سياسيا وليس قانونيا.

ولا أدري أين كان مجلس القضاء من الفساد في أيام اياد علاوي والجعفري والمالكي؟ وماذا فعل تجاه جريمة احتلال الموصل ومن تسبب بها؟

وما موقفه من الاتهامات لزيباري وغيره باستلام اموال من الكويت؟ وما موقفه من علاقات مدحت المحمود بدول اجنبة دعمته في منصبه؟ وما موقفه من عصابات الاستيلاء على الاراضي؟ وكم وزير ومسؤول حاسبه وحكم عليه؟

 ولماذا لم يتحدث عن ذلك قبل حصول الخلاف السياسي الموجود الآن رغم أن العبادي قضى أربع سنوات في السلطة وتركها منذ اكثر من سنة؟

 وهل سيجرؤ المجلس فعلا وواقعا على محاسبة وزيرة فاسدة من وزراء العبادي كوزيرة الصحة السابقة أم انها تقع ضمن المساحة الحمراء التي لا يجوز مسّها؟

 آلاف الأسئلة يمكن أن تطرح أمام المؤسسة القضائية التي دخلت للأسف في اللعبة السياسية بكل ما فيها... وهو أمر خطر، ولعبة لا تنسجم مع دور هذه المؤسسة، ونصيحي للبيرقدار أن يعرف أن المنصب زائل وأن الديان لا يموت، وأخيرا أن لا يتحدث في أمور لن يستطيع أن يجيب على اشكالياتها.

إرسال تعليق

0 تعليقات