تظاهرات شعب يبحث عن خلاص

تظاهرات شعب يبحث عن خلاص

مامن شك في ان مطالب الشعب العراقي بالإصلاح ومحاربة الفساد وتغيير الأوضاع حقيقية ومنسجمة مع تطلعات المواطنين الذين خرجوا في اغلب المحافظات بعد ان تأكد لديهم العجز الحكومي عن تحقيق تلك المطالب والتواطيء المكشوف بين القوى الفاعلة على الوطن وتسخيره بالكامل لصالحها دون الالتفات الى مصالح الشعب وتجاهله بشكل فاضح وصريح لالبس فيه.

هذه التظاهرات حق دستوري لايمكن المساس به او تجاهله لانه جزء من حالة تذمر عامة ولابد من التفاعل معه بالسبل الممكنة وتطمين المواطنين ان مطالبهم لأن تضيع وانها ستلبى بالكامل او بالقدر الممكن بتظافر جهود مشتركة من الحكومة والبرلمان وإلا فليس ممكنا ضمان ان تهدأ الامور وتعود الأوضاع الى طبيعتها السابقة فالشعب يعاني اقتصاديا والفساد ينخر مؤسسات الدولة بالكامل ويهدد كيان الدولة ايضا ووجودها.

بعض القوى الفاسدة تعمل على تقويض اي فرصة للإصلاح وتريد إشعال الشارع وحرف التظاهرات عن مسارها الذي خرجت لاجله وربما سيكون فعل تلك الفوضى صادما ومؤذيا لانها بترتيب من الفاسدين الذين يخشون ان ينكشفوا وينهاروا تماما ويتحولوا الى هدف معلن للقضاء المبرم عليهم.

لذلك لابد لرئاسة البرلمان وللحكومة وللخيربن ان يتحركوا باتجاه الحفاظ على الوضع العام ورسم خارطة طريق جديدة تلبي مطالب الشعب للخروج من الأزمة التي تتفاعل بسبب تزاحم الأسباب والموجبات والغايات بين الشعبي الممزوج بمرارة الحرمان وبين الرسمي النفعي الذي يحسب الأمور وفقا لميزان المكاسب والمطامح الرخيصة رغما عن عذابات الناس ومراراتهم.