آخر الأخبار

العراق ليلة عصبية ونوم غير هادىء








العراق ليلة عصبية ونوم غير هادىء


محمود جابر

من الحبوبى الى البصرة ثم شارع الرشيد نهر الدم لا يتوقف

حين اقرب فجر اليوم من الميلاد وقبيل أن تشير الساعة إلى الواحدة، كنت أتجهز للقيام بمطالعة بعض الأعمال قبل أن أذهب إلى النوم، ولكن كان فى داخلي يقين أننا مع حدث فى العراق، خاصة بعد أن انهي نائب الرئيس الامريكى زيارته الى قاعدة عين الأسد واربيل وكانت بعض الإشارات تقول ان بنس ما جاء إلا لإعطاء الضوء الأخضر لحكومة الخضراء من أجل أن تستمر فى عملها وان تنهى حالة الانتفاضة فى الشارع بأي ثمن .
وما هى إلا لحظات أو دقائق وتوالت الأخبار من الناصرية من ساحة الحبوبى وجسر الزيتون والبهو بأن قوات مكافحة الشغب وتحت ستار الليل بدأت بالهجوم على المعتصمين فى ساعات الليل الأولى ومع البرد وبدات بإطلاق الرصاص الحى وقنابل الدخان المسيلة للدموع فى وسط صمت اعلامى بعد ان هددت سلطة الخضراء كل القنوات بالإغلاق ان لم تلتزم ببياناتها .

وبالتالي فإن عمليات القتل التى لحقت بالمعتصمين جاءت وسط صمت اعلامى مطبق وتآمر من القوى السياسية والروحية، ووسط محاولة صناعة رأى عام داخلى بان المتظاهرين ليسوا الا مجموعة من المتآمرين يريدون تعطيل " عجلة الإنتاج" وهى نفس العبارات التى كانت السلطة فى مصر تكررها ابان ثورة يناير، فالسلطة التى خربت المصانع ونشرت البطالة والفساد، لديها أسلحة الكذب التى تستطيع ان تقتل بها معارضيها قبل ان تخرج أسلحة الرصاص من غمدها .

وبدأت الأصوات تتعالى وبدأ الشباب يستصرخ ضمائر العراق والإعلام، ولكن لا الإعلام يسمع ولا النائمين فى بيوتهم يسمعون ولا أمريكا تريد أن تسمع الا صوت مضخات النفط وهى تنزح نزيف البترول من بطن العراق، ولهذا قامت قوات الأمن وقوات مكافحة الشعب بحملة كبيرة على معتصمى البصرة حيث مصافى البترول وأعملت فيهم إطلاق النار الحى وقنابل الدخان .

وما حدث فى الحبوبى بالناصرة، والبصرة هو نفسه ما حدث فى شارع الرشيد ببغداد هذه المشاهد رأيتها بأم عينى عبر متابعة التصوير الحى من المتظاهرين والمعتصمين الذين رفضوا أن يناموا فى بيوتهم بعد أن فضوا إخوانهم وأصدقائهم فى هذه الساحات .
ليلة الأمس تقول أن هذه السلطة " سلطة الخضراء" لن تتورع عن فعل أى شىء من ان تبقى فى مكانها وان باعت العراق وقتلت أهله، وتقول ان شباب العراق مارد خرج من القمقم ولن يعود اليه أبدا كل من لم يقف مع هذا الشعب فسوف يندم وكل من صافح المجرمين فليس له مكان الا فى مزابل التاريخ ...
وعليهم فقد بقيت متابعا لما يحدث فى الحبوبى والبصرة وشارع الرشيد وذى قار لم يعرف النوم طريقا الى عينى ولم ارقد على فراشى حتى أذن مؤذن الفجر بالأذان ...
المجد والخلود للشهداء ... والخزى والعار للعاصبة الحاكمة وأعوانها .





إرسال تعليق

0 تعليقات