رسالة : السيد مقتدى الصدر
محمود جابر
أكتب إليكم وأنا ابعد عنكم مئات الكيلو مترات من أرض مصر، أكتب إليكم وأنا
رجل محب للسيد المقدس الذى لا تعرفه مصر طولا وعرضا، حيث أن الذين قتلوا السيد
الوالد رضوان الله عليه ماديا، قتلوا معنويا بقطع كل أخباره عن الوصول إلى بلدان
العرب والإسلام، بل وعن العالم بأسره، فكانت مؤامرة محكمة ليس حول السيد كشخص بل
حول السيد والعراق وحول الحوزة الشريفة الناطقة ....
اكتب إليكم وأن لا أعرف على وجه الدقة هل تصل رسالتي إليكم أم لا تصل، وهل
تستطيع هذه الكلمات أن تخترق حجب جداركم وتصل إلى مكتبكم أم لا؟ ولكن أن سأكتب ما
يمليه على ضميرى ومحبتى، والله تعالى ولى التوفيق فى إسماعكم ...
اكتب إليكم بقلم المحب ولا استطيع أن أقول بقلم الناصح، فأنتم اكبر من
النصح...
سيدى المحترم .... أقول لك بفخر أن
مصر كلها عرفتكم منذ سقوط العراق فى يد الاحتلال عرفت أنكم رجل شريف ومقاوم ضد
الغزو الامريكى لبلادكم وعرفت أنكم رجل وحدة وسلام وهذه الخلفية تفرض عليكم اليوم
أن تعيد قراءة المشهد فى العراق ....
سيد مقتدى .... بعد ان ترك سلاحه ضد الأمريكان وانخرط فى العملية السياسية
راعيا لكتلة سياسية لم تستطع هذه الكتلة ان تلبى طموح الناس فيها وأصبحت أنتم
واجهة هذه الكتلة – البائسة – فإن هذا خصم لكم ولرصيدكم من محبة العراقيين الذين
كانوا وما يزالوا يرون أن كهفهم كان السيد الوالد رضوان الله تعالى عليه، وجزء من
بركم للوالد أن تبقى جزء من هؤلاء ومن معاناتهم وأحلامهم ...
أم ترى أن تلك الأحزاب والكتل السياسية امتداد للسيد المقدس ....
لن اعدد لك ما فعلوه فى العراق وما يمتلكونه وما مدى الفساد والعمالة والتآمر على هذا البلد الطاهر، فالعارف لا يعرف يا سيدى ....
ومجددا أقول لك هل شركائك الحاليين فى العملية السياسية هم يعبرون عن هذا
الكهف أو يعبرون عن عمكم الصدر الأول ومشروعة والذي راحا هو ووالدكم ضحية له ...
هل السيد الوالد يعجبه أن يرى امرأة تعيش فى بيت من طين ولا تجد لها حامى
وملجأ إلا الله، ولا تجد فى بيتها ماء نظيف ولا كهرباء، وإن مرضت هي أو ولدها لا
تجد مشفا للعلاج يحترم أدميتها، هل هذا كان طموح السيد الوالد وعمكم رضوان الله
عليهما ؟!
السيد مقتدى إن بر والدكم فى أن تكون وسط هؤلاء الشباب والشيوخ والنسوة فى
الشوارع والميادين وسط القلوب التى تحبك لأنك ابن الصدر وتحبك لأنك رجل شجاع وتحبك
لأنك رجل مقاوم وتحبك لأنك رجل نظيف ....
أعلن تخليك عن أى كيان سياسى وأى شىء سوى ان رجل من هذا الشارع، وابن بارا
للعراق، وابن أصيل للصدر وأنك لن ترجع بيتك حتى ترى حلم الوالد يتحقق على الأرض
بعراق قوى وعربي وإسلامي، بعراق ذو سيادة
حقيقة على كل بقعة من أرصه، و بعراق يفتخر بأنه ذات يوم عاش على أرضه الصدر ومات
شهيدا ....
سيد مقتدى ان هذه العملية السياسية الحالية كالثياب البالي لا ينفع في خرقه
رتق، وكشيخ الكبير لا علاج له عند العطار ... وان الطريق الوحيد للعلاج هو نسفه
العملية من أساسها وإرجاع الأمر لأهل وهو الشارع العراق صاحب الكلمة الوحيد ....
فهل ستصلك هذه الرسالة .....
الله المستعان
0 تعليقات