آخر الأخبار

بعد مظاهرات إيران محور المقاومة... بين عقلية الأزمة وغرور النصر






بعد مظاهرات إيران
محور المقاومة... بين عقلية الأزمة وغرور النصر



عز الدين البغدادي


عندما تكون ممسكا بسلطة بأي نحو كان، أو مسؤولا بأي نطاق كان؛ فمن الطبيعي أن نميز بين الوضع الطبيعي ووضعية الأزمة أو الظرف الطارئ.. في الوضع الطبيعي فإنّ الأمور تجري وفق نظامها الطبيعي، والناس لهم احتايجاتهم التي لا بد منها، ولا يمكن تجهلها بأي حال.

اعتقد ان المقاومة خيار ضروري اذا صح التعبير، قد لا يدرك كثير من اخوتنا وابنائنا ذلك، لكن هذا ما اعتقده سياسيا واخلاقيا. إلا أن محور المقاومة تعامل وفهم معركته على أنها معركة عسكرية بالدرجة الأولى، وأيضا سياسية إلا أن الجانب السياسي هو جانب يتعلق بادارة المعركة وحسب.. بعبارة اخرى فان محور المقاومة نسي القاعدة الاجتماعية التي يقف عليها ويستند اليها وينطلق منها، ونسي أن القاعدة لها بطون، وأن هناك حاجيات انسانية لا بد من اشباعها، وهذا ما سبب اضرار كبيرة وكان شعب العراق المتضرر الأكبر وبشكل كارثي وغير مسبوق.

لقد عاش محور المقاومة جو الأزمة، وجو المعركة، ونسي درسا تاريخيا هاما كبيرا، وهو أنّ القوة يمكن أن تحسم المعارك العسكرية، لكنها لا تحسم دائما المعارك التاريخية والمصيرية، وكثير من القوى العسكرية.

ولأن المقاومة في فكرتها الأساسية هو توجه مضاد للمشروع الصهيوني في فلسطين والمنطقة فإن من الطبيعي أن تكون هناك مقارنة بين المعسكرين. وكنت أتمنى أن نستفيد من العدو في عوامل نجاحه، لكن للأسف لا زال هناك فارق حضاري حقيقي!

مشروع المقاومة في هذه المرحلة كان مشروعا "ايرانيا" وهو الأهم بعد مرحلة عبد الناصر، ولا يمكن لمنصف أن ينكر او يغض النظر عن النجاح الكبير الذي حققه هذا المشروع في المقاومة لا سيما في جنوب لبنان وغزة، لكنه أخفق بشكل ذريع في تجاوز عقلية الأزمة، وأخفق في تفهم احتياجات قاعدته فضلا عن فهم أن هناك أجيالا تتعاقب، وكل جيل يحمل وعيا مختلفا عما سبقه. كما أن غرور النصر جعله يعتقد بأنّه لن يحتاج الى أحد يشير عليه أو يستفيد منه، بل لا بد أن تكون جزءً داخليا من المقاومة.

على محور المقاومة بقياداته ومفكريه أن يتدارك وضعه، فمن الخطأ أن يفكر بطريقة وصف ما يحصل بأنه "شغب" أو أنه "مؤامرة" فهذا التوصيف لا يصف واقعا ولا يقدم حلا، واذا بقي يفكر بهذه الطريقة فسوف تسوء أحواله كثيرا عندما يفقد قاعدته الاجتماعية.

فهل من متعظ؟!!

(رغم مرضي الشديد كتبت الموضوع كي لا ابتعد عن الحدث، لا سيما مع وصول المظاهرات إلى إيران.. شكرا لكم)

إرسال تعليق

0 تعليقات