أنت سحابة عابرة
هادي جلو مرعي
يفخر الإنسان إنه حيوان عاقل، تميز
عن بقية الحيوانات بذكائه، وصدمه تقرير علمي يضع الحمار من بعده في مرتبة الذكاء،
فيكونا معا في ذات الطابور 1234 والحسابة بتحسب.
يفوت الحيوان العاقل أمر مهم إنه جزء من منظومة مهمتها دوام كبرياء الموجد،
وعدم المساس بها... الكبرياء ردائي فمن نازعني على ردائي أدخلته ناري ولاأبالي.
التكاثر هو لب الموضوع.
الفتنة والجمال والإغراء وأشياء أخرى مرتبطة ببعض عناصر في خدمة التكاثر.
مشكلة الإنسان إنه لايصل الى الكمال ويبقى كمن يتذوقه فقط، لكنه ممنوع منه
بوصفة طبية لكي لايعاني من مضاعفات أخرى. فهو مريض على الدوام، وبحاجة الى رعاية
مستمرة.
بقية الحيوانات، وهم شركاؤنا في الكوكب لايهتمون لهذه التفاصيل التي نهتم
بها لأنهم شركاء في خدمتنا، ومن أجلنا ولإشباع غرورنا اللامتناه، وهم يكدون
ويكدحون في خدمة كبرياء الإله دون سواه، وهم موحدون دون الحاجة الى نبي، أو أوامر
من أي نوع.
الإنسان يحاول مجددا أن يصل الى الكمال كلما إنتهى من مهمة البحث الفاشلة
عنه كأن هاجسا يقول له: سارع في الأمر، وبادر وتقص المزيد لعلك تصل، ولكنه لايصل. مسكين
هذا الإنسان.
في ختام رحلة الإنسان العاقل المتقدم في الترتيب يكتشف إنه لاشيء. لاشيء
مطلقا.كأنه كذبة، أو في أحسن الأحوال سحابة عابرة قد يغفل عنها كثر. فقد تمر في
الليل والظلام. او عند الفجر. أو في النهار والجميع منشغل عنها.
0 تعليقات