العمامة والثورة
عز الدين البغدادي
تحمل العراق الكثير ودفع الكثير بسبب بعض العمائم الفاسدة، التي انخرطت في
مشروع الاحتلال والفساد. وتحول كثير منهم الى حيتان فساد لا تعرف حرمة لدم حرم ولا
مال حرام،
لكن أيضا هناك الكثير من طلبة العلم وأئمة المساجد يعيشون مع أسرهم شظف
العيش وقد دفعوا الكثير في النزاع الطائفي، ومنهم من قدم دمه لأجل الوطن في القتال
ضد قوى الإرهاب، ومنهم من شارك في التظاهرات ضد مشروع السلطة الفاسدة.
للأسف هناك جهات تحاول دق إسفين بين الثورة والعمامة وهو خطأ كبير، ينال من
الثورة ومن رجل الدين كإنسان، وانا هنا أتذكر ما حصل في ساحة ثورة العشرين في
النجف منذ اقل من سنة على حينما خرجت مظاهرة، وخرج معهم شيخ من أهل البصرة وهو شخص
طيب ووطني ونظيف، يشارك دائما في المظاهرات لكن للأسف تعرض الى هجوم لفظي بذيء
ومهين من بعض الأشخاص مما دفعه الى الانسحاب من المظاهرة في وضعيّة محرجة ومؤسفة.
في مظاهرات تشرين شارك كثير من طلبة العلم في المظاهرات، بعضهم بعمائمهم
وبعضهم لم يلبسوا العمامة خوفا من الإحراج.
خرجت مبكرا في يوم الجمعة 25 / 10، ووجدت أمامي الشيخ د. جعفر الطعان الرجل
الطيب علمت من المتظاهرين على الجسر ان هناك شيخا عبر الى القوات الأمنية ليطلب
منهم عدم التعامل القاسي مع الجمهور، مرت ربع ساعة تقريبا واذا به الأخ العزيز
الشيخ جعفر الطعان قد رجع بعد ان تحدث مع القوات الأمنية وبيده أطلاقة غاز مسيل
للدموع، حاججهم بها وطلب منهم وتوسل اليهم أن لا يطلقوها على إخوتهم التظاهرين.
الأخ د. محمد طه الدليمي إمام جامع الدهان في الاعظمية الذي كان مع اخوته
في ساحة التحرير، يؤازرهم ويقف معهم في موقف العزة والشرف.
أوصي إخوتنا الثائرين بأن يتفاعلوا ايجابيا مع إخوتهم من أئمة المساجد
وطلبة الحوزة والمشايخ الذين يقفون معهم في ساحة الشرف، فهم مثلهم يريدون حياة
كريمة لأبناءهم ويريدون وطنا يحتويهم كمواطنين شرفاء..
تحية لكل موقف شريف، ولكل عمامة حملت هم الوطن والمواطن.
0 تعليقات