آخر الأخبار

انتفاضة حريةالعراق: لأول مرة في العالم سترفع هكذا مطالب




انتفاضة حريةالعراق: لأول مرة في العالم سترفع هكذا مطالب:
على المنتفضين المطالبة بهذه المطالب الغريبة لكنها حقة ومهمة

محمد النجفى

قبل ذكر هذه المطالب لابد من نقل حادثة مهمة وستكون المدخل لما سأوضحه من مطالب مهمة...

نقل الشيخ محمد رضا النعماني في كتابه (الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيام الحصار) الحادثة التالية:

في فترة الحجز كانت قوات الأمن تطوق منزل السيد الشهيد تطويقا تاما وكأنهم ذئاب يتربصون فريسة لينقضوا عليها ، فكانت هذه العاطفة تمتد حتى إلى هؤلاء . ففي ظهر أحد أيام الاحتجاز كنت نائما في غرفة المكتبة فاستيقظت على صوت السيد الشهيد (رضوان الله عليه) وهو يقول:

«لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وظننت أن حدث ما قد وقع، فسألته: هل حدث شيء؟ فقال: كلا، بل كنت أنظر إلى هؤلاء - ويقصد قوات الأمن - من خلال فتحة في الكسر الصغير في زجاجة النافذة فرأيتهم عطاشى ينصبّ العرق من وجوههم في هذا اليوم من أيام الصيف الحار.

فقلت: سيدي أليس هؤلاء هم الذين يطوقون منزلكم، ويعتقلون المؤمنين الأطهار من محبيكم وأنصاركم ، هؤلاء هم الذين روّعوا أطفالكم وحرموهم من أبسط ما يتمتع به الأطفال ممن هم في أعمارهم ؟

فقال: ولدي ، صحيح ما تقول : ولكن يجب أن نعطف حتى على هؤلاء، إن هؤلاء إنما انحرفوا لأنهم لم يعيشوا في بيئة إسلامية صالحة ، ولم تتوفر لهم الأجواء المناسبة للتربية الإيمانية ، وكم من أمثال هؤلاء شملهم الله تعالی بهدايته ورحمته ، فصلحوا وأصبحوا من المؤمنين». ثم نزل إلى الطابق الأرضي وأيقظ خادمه الحاج عباس وأمره أن يسقيهم الماء. وشهد الله ، لم أتمالك نفسي وأنا أراه يرق حتى لهؤلاء ، وتذكرت جده الحسين (عليه السلام) يوم سقى الحر بن یزید الرياحي وعسكره في طريق كربلاء ، ويوم جلس يبكي في نهار عاشوراء وهو ينظر إلى الألوف المؤلفة ، فيسأل ممَّ بكاؤك يا بن رسول الله ، فيجيبهم بأن بكائي لهؤلاء الذين سيدخلون النار بسببي.

فما أشبه اليوم بالبارحة ، وما أشبهك بأجدادك الطاهرين يا أبا جعفر، فلقد أحييت بمواقفك مواقف أجدادك الطاهرين وجعلتنا نعيشها حية ماثلة في شخصك ، فسلام عليك حيا وميتا.

ومن العجيب أن هذه المشاعر الحية ، والعواطف الصادقة أثّرت حتى على هؤلاء الذين كانوا يطوقون منزل السيد الشهيد من قوات الأمن. وأتذكر أن أحدهم وكان (ضابط أمن) وكان يرأس هذه القوات بعث رسالة شفهية إلى السيد الشهيد قال فيها : « سيدي لا تتنازل لهؤلاء الجبناء - يقصد حكام البعث - إنهم يرتجفون خوفا منك ، إن حذاءك أشرف منهم جميعا ... »

وقد قام هذا الضابط بخدمات كبيرة خلال فترة الحجز . . . [وذكر النعماني بعضها]

وكان السيد الشهيد مسرورا لذلك، وكان يقول:
«إن الحجز نعمة كبيرة ، لقد جعل هؤلاء وأمثالهم يتعاونون معنا ونحن في هذه الظروف».

وشاء الله عز وجل أن يكرم هذا الرجل بالشهادة مع عدد من قوات الأمن الذين كانوا معه ، فقد عثرت السلطة على منشورات ضدها كان يكتبها بالآلة الطابعة العائدة إلى مديرية أمن النجف ويوزعها في أهم مراكز السلطة التي كان من المستحيل أن تصل إليها يد المجاهدين . ولما بلغ السيد الشهيد خبر إعدامهم قال لي:

«أنظر، كيف اهتدى هؤلاء، يجب أن تسع قلوبنا حتی هؤلاء».[1]

تذكرت هذه الحادثة وأنا أفكر بالقوات الأمنية (الذين هم أخوتنا وليسوا أعداءنا) المرابطة منذ أكثر من خمسين يوما تقريبا وهم يتحملون التعب الجسدي والنفسي وابتعادهم عن أهلهم وأطفالهم ويبذلون ضعف أو أكثر مما مطلوب منهم في الأيام الاعتيادية فرأيت من الضروري قيام الأخوة المنتفضين بالمطالبة بما يلي:

1- تقليل نسبة الانذار في صفوف القوات الأمنية حتى يمكن لمنتسبي القوات الأمنية قضاء الوقت الكافي مع عوائلهم ويعلن المنتفضون استعدادهم للتعاون مع الأجهزة الأمنية لحماية التظاهرات والممتلكات العامة والخاصة.

2- صرف مكافئات بدل انذار لمنتسبي القوات الأمنية مقابل ما بذلوه من جهد مضاعف وابتعاد عن أهاليهم وإذا امتنعت الحكومة وتحججت بعدم وجود مبالغ كافية فعلى الحكومة قطع نسبة 20 % من رواتب الرئاسات الثلاث والوزراء وكل الدرجات الخاصة وصرفها على القوات الأمنية .

3- اعتبار خدمة المنتسبين في القوات الأمنية خدمة مضاعفة ( × 2 ) كما كان معمول به في زمن النظام البعثي المجرم (وهو معمول به الآن ولكن لغاية 9 / 4 / 2003 !!!) لأننا نعلم جميعا أن عمل المنتسب الأمني ضعف ما يقوم به أغلبية الموظفين المدنيين بسبب الانذارات والحالات الطارئة وعدم شمولهم بالعطل الرسمية والمناسبات الدينية.

اعتبر رفع هذه المطالب من قبل المنتفضين سيزيد من الأواصر بين القوات الأمنية وأخوتهم المنتفضين وسيقطع الطريق على كل من يريد أن يجر المنتفضين إلى العنف ضد القوات الأمنية أو يستخدم القوات الأمنية لقمع المنتفضين بل سيكونون سندا بعضهم لبعض . . .

ورفع هذه المطالب من قبل المحتجين والمنتفضين سيكون الحدث الأول من نوعه في العالم ... المنتفضون ضد الحكومة العراقية والنظام السياسي الفاسد في العراق يرفعون من بين مطالبهم المطالبة باستحقاقات أخوتهم في القوات الأمنية ...

حفظ الله العراق وشعبه ونصرهم على المنافقين والكافرين الفاسدين والظالمين وأعانهم على اجتثاث الظلم والفساد

الهوامشـــــــ
[1] ص104-107.

إرسال تعليق

0 تعليقات