الشباب والثورة
عز الدين البغدادي
قبل أشهر كنت أمشي في
الشارع وأنا أنظر الى أعداد كبيرة من الشباب وهم يملؤون الشارع، معظمهم بلا عمل،
يقضون أوقاتهم بين المقاهي، أو في الحديث أو أي شيء آخر يقتل الوقت.
كنت أتساءل: هل يدرك
هؤلاء الساسة في العراق حجم المسؤولية تجاه هذه الأعداد الكبيرة من الشباب؟ هؤلاء
يحتاجون إلى عمل ويحتاجون الى فرص للحياة ويحتاجون الى أمل ويحتاجون الى أمور
كثيرة لم توفر الدولة او بتعبير أصح السلطة منها شيئا.
واحدة من أبرز مظاهر
المؤامرة على العراق هي المؤامرة على الشباب، هم يدركون بأن الشباب يمثلون قوة دفع
المجتمع، ويعرفون بأن الشاب أكثر اندفاعا واستعدادا للعطاء وهو أقل حرصا على حياته.
لذا حاولوا أن يحطموا الشاب العراقي، أغرقوا الشارع بالمخدرات وهناك جهات سياسية
ساهمت بذلك بشكل حقيقي، العصابات المنظمة زاد عددها بشكل مرعب.
امتلأت المحلات
والشوارع بالمقاهي ومحلات الوشم التي صارت تأخذ حيزا كبيرا. وفي زمن الإسلام
السياسي تمت التغطية على مظاهر شاذة في المجتمع وبشكل مقصود، مظاهر التخنث زادت
بشكل كبير ومقزز. كما زادت دور الدعارة والملاهي والحانات وصارت تجد حمايتها في أحزاب
الإسلام السياسي!! طبعا لا أريد أن أتحدث هنا كواعظ، بل كراصد لقضية اجتماعية وحسب.
ولم يقتصر الأمر على
هذا الجانب، فقد خدع كثير من الشباب وتعرضوا لغسيل دماغ لصالح ايدلوجيات اسلامية
كاذبة مخادعة تهدف خدمة أشخاص وجماعات ودول، وتم عسكرة المجتمع بشكل خارج عن حدود
الوضع الطبيعي.
العطل الصيفية صارت
تمثل ضياعا كبيرا للوقت، وهدرا للزمن، بالنسبة للشباب، فليس هناك مراكز شبابية ولا
معاهد مدعومة لتعليم المهن والتدريب عليها.
كما زادت الطقوس
الدينية المبتدعة، وصارت تستهلك كثيرا كثيرا من وعي الشباب ووقتهم وقدراتهم. وصارت
الخلافات حول التقليد والأعلمية وعلامات الظهور ومصطلحات من قبيل خدمة المذهب
والنواصب والروافض والبترية تستعمل بشكل كبير.
المدرسة ضعف تأثيرها
بشكل مخيف، لم يعد التعليم الزاميا، وصارت الدراسة مكلفة مع انتشار المدارس
والكليات الأهلية، ولم يعد غريبا أن تجد شابا يطلب منك أن تقرأ له رسالة في
الموبايل لأنه لا يقرأ ولا يكتب. ضعفت ثقة الشباب بالتعليم، فصاروا يفكرون بالعمل
المبكر للكسب فهو أفضل من قضاء سنوات طويلة بالدراسة دون عمل.
التحشيش تحول الى
ظاهرة في سبيل تسخيف العقل، وربما كان يمثل طريقة للتهرب من واقع سيء.
صنوف وصنوف من
الوسائل استعملت لتدمير عقل الشباب العراقي، لكن المؤامرة انكشفت، وبعد كل ما تعرض
له الشاب العراقي، فقد نهض المارد ليحطم أغلاله، نهض عندما عرف عدوه، نهض عندما
فهم أن الوطن شرف لا يستبدل ولا يعار ولا يوهب، نهض عندما عرف قيمة نفسه ورفض أن
يكون تابعا لأحد، نهض عندما كشف الزيف المغطى بالدين، نهض ليصنع ثورة..
هنيئا لك يا عراق
هاهم أبناؤك، هاهم شبابك يدافعون عنك، ينهضون بك، يحملون همك.
إنها ثورة الشباب.
إنها ثورة تشرين
0 تعليقات