آخر الأخبار

تحرير الإنسان الشيعي







تحرير الإنسان الشيعي


علي الأصولي

في علم النفس هناك مبحث يتناول أحد أهم الجوانب النفسية المرضية، التي تصاحب الفرد نتيجة عوامل متعددة منها عوامل جينية ومنها عوامل بيئية ثقافية ومنها عوامل إعلامية مؤثرة وموجهة إلى الفرد أو إلى شريحة يراد استهدافها نفسيا بغية خضوعها نفسيا وما يراد تمريره لغايات معينة،

وهنا عندما تكون عقدة النقص أو ما يسمى الدونية وهي حالة شعورية ترسل إشارات من النفس بالإحساس وما نسميه بالعجز بصرف النظر عن كونه اجتماعيا أو ثقافيا أو نفسيا أو علميا وما يتعلق بأحد الجوانب الشخصية، وهذه الحالة المرضية تلحظ وتعرف من خلال أفعال الفرد أو الأفراد وسلوكياتهم وطبيعة أفكارهم وتوجهاتهم وردود أفعالهم،

وفي سبيل عدم اعتراف الفرد أو الأفراد بهذه العقدة التي لا تظهر لهم بوضوح يقوم الفرد بعملية تعويضية لسد هذه الفجوة لا أرديا ولا شعوريا، بغية معالجة الأزمة والعبور بها إلى الجانب الآخر،

ولكنه بالضرورة يقع بفخ السلبيات التي تكون انعكاس طبيعي لهذه الدونية وعقدة النقص، فتكون اسقاطاته سلبية إلى حد كبير وهنا تتمظهر ردات الفعل على أشكال متعددة ،

منها تبني الفرد أو مجموعة من الأفراد اتجاها فكريا أو عقديا أو سياسيا ايدلوجيا مغاير كل المغايرة والوسط الذي يعيش فيه، حتى لو كان هذا الاتجاه منبوذ وشاذ ومستنكر المهم كونه لا يمثل والتوجه العام ووسط الفرد أو الأفراد الاجتماعي، ومنها محاولة هذا الفرد أو الأفراد التشكيك بالآخر أو بأفكار وعقائد الآخر ومحاربته والإفراط من عملية نقد ممنهجة لا شعوريا، لإرضاء عقدة التفوق،  والبحث عن الأخطاء والأغلاط في سبيل إظهارها للعلن وبهذا العمل يكون هذا الفرد راضيا عن نفسه مغطيا نقصه، وهذا ما نجده بوضوح في بعض المنشورات والتعليقات حيث الدونية واضحة بلا مزيد عناء.



إرسال تعليق

0 تعليقات