(لا تستغربوا....)
الشاعر : شوقى التميمي ...
لاتستغربوا ...
فأنا التاريخُ أعيدُ نفسي...
أربعةٌ قد عاشوا في ثناياياي...
عالمٌ رباني....
وعالمٌ شيطاني....
ومتعلمٌ يقظ....
وببغاءٌ لا يفهم الا ترديدَ الكلمات....
واربعةٌ أزواجٍ قدمتها....
هي أمثالٌ لكن لمن يعرفها....
ولكل فطنٍ يدركها....
موسى وعصاه....
و سليمانُ ونملته....
ويونس وحوته...
والسامريٌ وعجله....
أما من كانَ في اللاهوتِ روحه....
ومع الناسِ كبائعِ خضارٍ جسده...
أو كطبيبٍ دارَ في طبه....
يداوي الاسقامَ لا يغفل عن معرفةِ العلة...
ولا يجهل الدواء....
لا يملُ ولا يشكي للناس العناء....
لسانهُ لم يكل....
وسمعهُ لم ينزو....
فهو الأولُ....
والشيطانُ قد أظهرَ نارهُ بصورة نورٍ مزيفة....
خدعت واستخفت... واستغفلت... فاستعلت....
والناسُ الحمقى....
في النارِ قد أحترقت...
وهي تظنها بالنور قد توهجت....
وهو الثاني...
أما الثالث... لأنهُ بنور اللهِ يرى....
فهو يرى... ولو كانت تُحاك المؤامرة...
أما الرابعُ... لأنه بالزائلة قد اغترَّ
واغتوى....
فهو في الظلامِ لايرى...
ويظنُ انه يرى....
أما الزوجُ الأول... فهو المثلُ الأول...
أما موسى فقد تصدى...
للكفر تحدى...
وكل من كان هكذا....
فقد كان للربِ كليم.....
والله به رؤوفٌ رحيم....
أما العصا... فقد قيل لمن عصا....
فهي القصاصُ عليها موسى اتكأ....
أما المثلُ الثاني....
اعني به من كان له الملكُ الرباني....
نعم بعد قبول المد الإنساني...
لأنه لا أكراه في الدائرة...
وإلا كانت مغامرة...
أو قل مقامرة....
فتنعم به الرعية....
ولا تشكوا من الوحشية....
إلا إذا كفرت النعمة....
فيبدلها الله النقمة......
إلا النملة....
وما النملة....
عاملة كادحة شهمة.....
لم تسكت عن حقها... فطالبت ان لا تسحق....
ومن الجوع بطنها لا تندق....
فنعم النملة ونعم المستمع إليها....
فذلك هو التكامل....
بين السائس والعامل...
أما يونس...
فكل من هرب...
وبالحيرة اضطرب....
لكن هروبه من النفسِ كان...
والحيرة قبل الإمكان....
عن هدي الناس...
من شرك الوسواس....
فالحوت هو الاضطراب...
لا حيوانٌ له أنياب...
و العزلة كانت دواء....
وهي رياض الأنبياء....
أما المثلُ الرابع....
ففيه الطامةُ الكبرى....
والقيامةُ الآخرة والأولى...
فالعجلُ... وما أدراك ما العجل....
انه صنمُ الأصنام...
وهو على الرعية شرُ انتقام....
من ذهبهم صنعوه....
ومن أموالهم ابتدعوه....
والحمقى حوله تطوف....
والسامري صاحب هذه الصناعة....
و المتولي لهذه البراعة....
فهو أول مستفيد....
فهو للدجلِ يجيد.....
يعوي عواءَ الذئبِ في الجوار....
ويدعي انهُ من العجلِ خوار....
يقول للناسِ عن الدنيا صوموا....
وللآخرة قوموا...
وهو من الدنيا لا يشبع....
ومن أموالها لا يقنع....
فكل من كان بهذه الصفات....
فهو سامريٌ وله عجلٌ موات.....
٢٠١٩/١١/٣٠
0 تعليقات