العرب وسياسة العدو
البديل؟؟
بقلم/السيد الزرقاني
كانت وستظل امتنا العربية محور لتحرك وتخطيط القوي الكبري ، وستنجح تلك
التحركات طالما غابت الرؤية العربية ، أو المشروع العربي ذو الأهداف الإنمائية
والوطنية المحددة في سياق متفق عليه، فالمنطقة العربية هي حلقة إتصال بين عالمين
مختلفين في كل شيء وان كان العالم الشمالي هو عالم استعماري واستغلالي بالدرجة
الأولى ، وتلك المنطقة هي اغني منطقة بمصادر الطاقة الحفرية التي تعتمد عليها
الآلة الصناعية فيه ، كما أنها تتحكم في الممرات المائية الإستراتيجية التي تعطيها
أهمية حيوية قوية وقت السلم "تجاريا"ووقت الحرب أيضا ،إلي جانب هذا
الامتداد الجغرافي المتلاحم بريا وبحريا، وهذا ماجعل العرب يتفوقون في أكتوبر 1973
من خلال وحدة الهدف والمصير وهو استهداف
العدو الإسرائيلي وأصبح مفهوم تحرير الأرض لن يتحقق إلا من خلال القوة كما قالها
الزعيم عبد الناصر "ما أخذ بالقوة لن يسترد إلا بالقوة".
ومن هنا تغيرت استراتيجة القوي الكبري في التعامل مع المنطقة وكان عليها ،
خلق ما يعرف باسم "العدو البديل"بعيدا
عن العدو الأساسي للعرب وهو إسرائيل التي احتلت الأرض واستباحت العرض،
وكانت بداية ظهور ما يسمي بالنظام العالمي الجديد الذي تنفرد فيه الولايات المتحدة
الأمريكية برسم السياسات العالمية في كل المواضع وكان هدفها الأول والأخير هو
الهيمنه اولا ،والدعم اللامحدود للكيان
الصهيوني ، ومن اجل تحقيق هذا الهدف خلقت العدو البديل في الشرق الاقصي (كوريا
الشمالية-الصين)، الغرب (فنزويلا-كوبا) .
أما المنطقة العربية فقد عملت علي خلق ما يعرف بالعدو الداخلي من خلال دعم
جماعات مسلحة ذات افكار ومرجعيات عنصرية عرقية كانت او دينية او حتي لغوية من اجل
خلق حالة من حالات الصراع الداخلي لصرف
النظر عن الكيان الإسرائيلي بل
وتمكين اسرائيل من الأرض العربية (الجولان- القدس-كردستان)، ، وهذا ما نشاهده في
الدول العربية بلا استثناء في نطاق الحرب الصفرية ، قامت الولايات المتحدة بخلق
عدو بديل من خارج العرب ممثلا في (ايران-تركيا) ولكل منهما مشروع استعماري في
الأرض العربية ولذلك نري ان هناك اتفاق غير معلن بين إيران وأمريكا علي اقتسام
البترول في العراق ، علي ان تحصل إيران علي الحقول والابار الجنوبية في البصرة
والفاو ومنطقة شط العرب بلا منازع وأمريكا علي الحقول الشمالية مع خلق كيانات
موالية لهذا وذاك، وأن امتدات النفوذ
الإيراني الفارسي في كثير من البلاد العربية شمال وجنوب الجزيرة العربية ليس وليد
الصدفة بل هو نتاج المساحة التي سمحت بها
الولايات المتحدة لهم لإستكمال حالة العدو البديل لباقي دول الخليج التي لاتحتوي
علي عدو داخلي، بل وسارعت تلك الدول في الإندماج مع إسرائيل في تحالف لضرب العدو
البديل الوهمي وبالتالي نجحت الولايات المتحدة في رسم معالم الصراعات السياسية
والعسكرية في المنطقة العربية لسنوات قادمة ، وتحاول جاهدة في الوقت الراهن خلق
عدو بديل لمصر من خلال دعم غير معلن لتركيا في ليبيا بعد سقوط مشروعها في السودان
وغزة، ومن الواضح ان النظام المصري الحالي لديه رؤية وقراءة للمشهد العام والخاص
وكان الأسبق بوضع أقدامه في كل مواضع تراهن عليها الولايات المتحدة ولذلك مازال
صامد حتي الأن في مواجهه كل المخططات التآمريه عليه و على أمتنا العربية، فهل
نستفيق ؟؟
***
كاتب مصري
0 تعليقات