شهداء ثورة تشرين :
المجاهد البطل على حسين الأسدى
محمود جابر
المجاهد الشهيد على حسين زوير الأسدي، ابن مدينة الجبايش والتي تبعد عن
مدينة الناصرية ما يقارب ٩٠ كم .
والجبايش جمع كلمة جبيشة التي هي جزيرة صناعية تسبح على صفحة ماء الهور تم
التحضير لها بعناية وكونت من طبقات الطمي والقصب والبردي التي تتم تكديسها فوق
بعضها حتى تصبح مثلها كمثل جزيرة عائمة يمكن أن تبنى عليها ديار القصب أو الصرايف.
وقد وردت هذه الطريقة في العيش من خلال مدونات السومريين قبل سبعة الالاف عام ومن
الطريف أن للسومريين أسطورة بنشأة الأرض كانوا يظنون بان اليابسة نشأة مثلما
يصنعون هم تلك الجبيشة. وعادة ما تتكون التجمعات السكانية هنا من مجموع من تلك
الجزر حيث تتكون القرى التي تسمى سلف ومجموعها سلاف. وما تجمع قرية الجبايش هنا
إلا سلف كبير تقطنه عشائر عدة أهمها الخزاعل وبنو أسد.
ومن أكثر الخصوصيات في تلك البيئة الرومانسية ان بيوتها تبنى بالقصب
والبردي وتدعى صريفة وهي منحدرة من كلمة (صرياثا) الأرامية التي تعني الكوخ التي
أنحدر منها اسم مدينة البصرة. وقد ورد ذكر بيت القصب هذا في ملحمة كلكامش تعريبه
هو (بيت من قصب البردي. . بيت من قصب البردي. . جدار. . جدار. ياملك شورباك. . يا
أبن (أوبارو- توتو) أهدم بيتك وشيد زورقاً). وكما نلاحظ في تلك العبارة فان حزم
القصب يمكن أن تكون زورق خفيف للتنقل بين تلك الجبايش تطور مع الزمن إلى ما نجده
اليوم يما يسمى البلم والمشحوف وغيرها من طبقات وسائط التنقل المائي الذي هو وسيلة
المواصلات الوحيدة في تلك الأجمة الخضراء.
يمكن أن يكون للكلمة مصدر أراميا ميز ثقافة المنطقة وتسمياتها، لكن يذهب
البعض إلى ان كلمة جبيشة هي محرفة من كلمة (كبيسة) العربية بسبب فعل كبس طبقات
الطين والقصب والبردي الذي يكتنف صنعها. ويطلق على الجبيشة كذلك أسم (الدبون) وأما
اسمها الآرامي فهو(طهيثا) ومعناها القرية التائهة لوجودها وسط تلك الأهوار. وقد
ورد في تاريخ الطبري عند وصفه لإحداث ثورة الزنج التي بدأت هنا عام 680 م ورد اسم (طهيثا) أي
منطقة الجبايش.
وكانت تلك الأطراف معمورة في ايام بني العباس، زاهية بحضارتها، مشهورة
بحاصلاتها،. حتى كتب عنها عالمنا الجليل علي الوردي بان أهل الهور هؤلاء هم أكثر
سكان العراق تأصلا وأمتدادا لسكان العراق خلال الحقب التاريخية السابقة للفتح
الإسلامي. وقد عانت تلك المناطق من الإهمال التام خلال الحقب التاريخية المتأخرة
ولاسيما خلال الحقب التركية لأسباب طائفية معروفة. وكانت ملاذا لكل من عارض
السلطات المتعاقبة التي حكمت العراق ويمكن ان يكون هذا مبرر الاهتمام بهذا المركز
الوسطي الذي اهتمت به الدولة العراقية بعد تأسيسها عام 1921 وجعلتها مركز ناحية
وابتنت فيها دار للحكومة، وكذلك مدارس، ومنازل للموظفين التي عينتهم هناك،وأهتم
بجلب اسباب العيش المتحضر لهؤلاء الموظفين. ويعتمد سكان الجبايش في الجزء الأكبر
من موارد حياتهم على الصيد المائي وجمع القصب وحياكة الحصر التي تسمى (البواري) وتصديرهـا
إلى سائر الأنحاء حتى الخليج وإيران.
الشهيد على حسين الأسدى:
الشهيد علي حسين زوير الأسدي احد شهداء فاجعة حرق خيم الحبوبي إعدم
ميدانياً بعد إصابته التي أعاقت انسحابه.. يذكر انه كان مجاهد في الحشد الشعبي
فحصل ع فضل الجهادين جهاد التكفير وجهاد الفساد..
ويذكر والده المفجوع به أن علي كان معيل العائلة، وقد قطع المسافة من
الجبايش إلى ساحة الحبوبى سير على الأقدام لعدم امتلاكه لمال يوصله لساحات الشرف
والجهاد، كما يذكر أصدقائه قصة هاتفه العاطل
الذي لم يستطع إصلاحه لعدم امتلاكه المال فقام أصدقائه في خيمة الاعتصام بدفع
المال كي يصلح هاتفه فاستحى علي واخذ يفكر بعدم الرجوع لنفس الخيمة التي فيها
أصدقائه ويذكر ان شباب ساحة الحبوبي يحبون علي لأدبه وأخلاقه وهو من قضاء الجبايش
البعيدة عن ساحة الحبوبي مركز ذي قار ولكن جمعه حب الوطن مع إخوته رحمه الله تعالى
على حسين مثله مثل كل بسطاء الجبايش يعيشون فى بيوت القصب والبرى وهى بيوت
بدائية في الهور . وحسن خرج يطلب وطن .
لكن يد الغدر قتلته بدم بارد .
0 تعليقات