الحدث الكبير... والخطأ
الكبير
عز الدين محمد
بلا شك فإن كل ما أصاب العراق من ضرر ودمار تتحمل مسؤوليته الولايات
المتحدة، تلك الدولة التي تمثل حالة من الشر والاستهتار، والتي تملك الكثير من
مفاتيح لعبة السيطرة على مقدرات العالم.
قبل أيام قليلة تمت مهاجمة سفارة الشر، وكان خطأ كبيرا رغم أننا نعلم بان أبوابها
ما أقفلت على خير للعراق أبدا.
وقتها أردت أن اكتب منشورا عن الموضوع، لا سيما واني رأيت أن كثيرا من الإخوة
والأصدقاء كانوا مندفعين في التهليل بهذا العمل الشجاع. لكني قلت في نفسي لا يجب
علي أن اكتب كل ما يجول في صدري.
إلا أن ما حدث أمس جعلني اربط هذا الحدث بحدث السفارة، الذي كان تصرفا
يفتقر الى ادني درجة من التخطيط ابتداء من دخول الخضراء دون أي مقاومة من
حراساتها، وهو ما أثار استفهاما حتى للناس البسطاء جعلتهم يقارنون ذلك بما حصل من
قتل عدد كبير من المتظاهرين حاولوا الدول إليها. ثم مشاركة شخصيات رسمية في
التظاهرات، ثم التنصل منها لاحقا، فضلا عن الشعارات التي كانت تفتقر لأدنى رؤية،
ثم الانسحاب المفاجئ والذي كان تصرفا صحيحا إلا انه كشف عن وجود أزمة حقيقية في
الرؤية.
الحرب عقل وسياسة قبل أن تكون سلاحا، وما حصل أمس كان نتيجة لغياب الرؤية
للأسف. أمريكا دولة معتدية ومجرمة، لكنها دولة قوية جدا، وبالتالي فان مواجهتها
تتطلب رؤية بل رؤية عميقة واخذ لكل الاحتمالات, ودفع ثمن كبير مقابل فائدة إعلامية
محدودة هو خطأ كارثي.
علينا أن نعي، ونقول لإخوتنا في المظاهرات، وقد اثبتوا وعيا وطنيا عاليا: احذروا
ممن يريد ان يروج بينكم فكرة إن إنقاذ العراق بيد أمريكا، فهذه فكرة خطيرة جدا
جدا، دفعنا ثمنها سابقا وليس من الحكمة أن نكرر نفس الخطأ.
لقد كان سليماني رجلا شجاعا محبا لوطنه، لم يتعلم منه كثير من العراقيين
المعجبين به ذلك. وكان أبو مهدي بطلا.. بطلا بلا شك، نختلف معه او نتفق معه، لكنه
كان بطلا، وواحد أهم رموز معارك التحرير.
رحم الله شهداء العراق وشهداء الإسلام وإنا لله وإنا إليه لراجعون
( وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون )
0 تعليقات