آخر الأخبار

الكتابة بين النوعية والكمية





الكتابة بين النوعية والكمية


علي الأصولى

منذ أن عرفت القلم والقرطاس ومنذ الأيام الأولى لدرسي النجفي ، لم أهتم أو اطلع أو اقرأ أو ادرس إلا الجانب المعرفي النوعي، بينما الكثير من اقراني ومن اساتذتي استغرقوا بالمطولات، وعلى اثر هذا الميل تأثرت كتابات مقالاتي والميل نحو الاختصار المنتج والتهذيب مع حفظ المادة، فلا إسهاب ممل ولا اطناب مخل ، مع ملاحظة أسلوب السهل الممتنع،

دعني انقلك إلى قرون خلت لعقد مقارنة كاشفة عن أهمية الدقة والاتقان وترجيح الكيف على الكم ،

الكثير منكم سمع عن المحقق الحلي والعلامة الحلي ، ومن اشتغل بالوسط الحوزوي يعرف هذه الأسماء اللامعة جيدا،

المحقق خال العلامة ، وكلاهما من اعاظم فقهاء الإمامية ومن مبرزيها بالتاليف والفتوى ، ولهذين العلمين كليهما كتب في الفقه ، ولم يعرف المحقق إلا في روائع مؤلفاته الثلاثة ،

( شرائع الإسلام ) و ( المختصر النافع ) و ( والمعتبر )

والشرايع هو المتن الفقهي الأشهر وقد اختصره ولخصه بالنافع، والمعتبر كتاب فقهي استدلالي، دارت مسائله وشروحاته على المختصر النافع،

وقد تنبه اكابر الفقهاء ومن اشتغل بالادب منهم براعة المحقق الحلي مع المحافظة على المادة في تأليفاته فكانت محور دروسهم منذ ذاك اليوم لحد كتابة هذه السطور،

وقد استفاد العلماء والطلبة من كتب المحقق أكثر مما استفادوا من كتب ابن اخته العلامة الحلي ،

نعم قد اشتهر الحلي بعدة كتب ولعل اشهرها عند طلبة المقدمات هو كتاب ( تبصرة المتعلمين ) والتبصرة عبارة عن رسالة عملية للعلامة شاهدت بعض الحلقات النجفية آنذاك تعقد لشرح هذه الرسالة وقد دخلت بعض هذه الحلقات واخذت الكثير من فصول تبصرة المتعلمين مع ندرت هذا الدرس الفقهي إلا أن التحقت بدرس منهاج الصالحين للسيد الخوئي، عند الشيخ حسن أو حسين دكسن،
لا أعلم الآن هل ما زال هناك درس للتبصرة ام طوى عنها كشحا الزمن !

ما يهمنا الآن هو أن التركيز العلمائي وأنظار طلبة العلوم الشرعية كانت وما زالت حول كتاب شرائع الإسلام،

فقد الفت بشرح هذا الكتاب مئات الشروحات ولعل ابرزها لصاحب الجواهر الشيخ محمد حسن النجفي ،

ينقل المجتهد الشيرازي السيد صادق الحسيني ، عن تلك الشروحات أنه راى بنفسه في مكتبة واحدة بقم أكثر من مئة شرح - ما بين المخطوط والمطبوع - على هذا الكتاب .

إرسال تعليق

0 تعليقات