هل المشروع القومي العربي ضرورة حتمية؟
بقلم/السيد
الزرقاني
-
الكل يعلم أو أن البعض يدعي إنه لا يعلم ان هناك ثلاث مشاريع استعمارية في
المنطقة العربية ، وهما المشروع الصهيوني
الأمريكي تقوده إسرائيل والولايات المتحدة ، والمشروع التركي العثماني
ويعتبر الأرض العربية إرث السلطنة العثمانية، المشروع الإيراني الفارسي وتقوده إيران علي اعتبار تلك الأراضي هي الموطن
الأصلي للإمبراطورية الفارسية العظمي في العصور القديمة ، ومن الملاحظ ان الصراع
علي أشده بين تلك المشاريع الاستعمارية في البلاد العربية ، ولكن السؤال المطروح
علي الذهن والعقل العربي الآن هو أين المشروع القومي العربي؟؟؟
وللإجابة علي هذا
السؤال علينا ان نعلم مدي مشروعية وجود مشروع عربي يناطح تلك المشاريع الاستعمارية
فالمشروع القومي العربي ليس وليد اليوم فهناك (محمد علي) سعي الي تكوين الرابطة
العربية لمواجهة الرابطة العثمانية ونجح الي حد ما في تحقيق مشروعه حتي تكالبت
عليه الأمم بزعامة انجلترا وتم القضاء عليه بعد اتفاقية لندن 1840 ، وتجددت الفكرة
مرة أخري علي يد (الشريف حسين بن علي) ملك نجد والحجاز 1908 في مواجهة "الحركة
الطورانية" التركية التي كانت تهدف الي طمس معالم الهوية العربية وحضارتها
واتبعوا سياسة التتريك في كل المناطق التي كانت تخطع لنفوذ الدولة العثمانية،
أن ذاك ولكن أتضح أن الأمر فيه مؤامرة كبري علي هذا الطموح الذي يسعي إلي بناء دوله عربية كبري
تضم شبه الجزيرة العربية والعراق والشام
يكون (الشريف حسين بن علي) خليفة عليها بدلا من السلطان العثماني ، ودعمت
انجلترا هذا التوجه منه للاستفادة منه في محاربة الدولة العثمانية في الحرب
العالمية الأولي 1914 ولكنها تخلت عنه عقب توقيعها اتفاقية "سايكس بيكو "
مع فرنسا لتقسيم الشام والعراق الي نفوذ
بريطاني وفرنسي في تحدي صريح لأي مشروع عربي ليس هذا وفقط بل قامت بتدعيم (عبد
العزيز ال سعود) للتخلص منه نهائيا ووئد المشروع العربي الثاني لتحقق اكبر نكبة
عربية مازلنا نعاني منها حتي اليوم وهي زراعة الكيان الصهيوني علي أرض فلسطين ، ومن هنا تحول الصراع العربي الي الداخل مع
إسرائيل لتكون الساحة خالية لأطراف أخري لفرض سيادتها السياسية والاقتصادية علي
المنطقة العربية، حتي ظهور (جمال عبد الناصر ) الذي حمل شعلة القومية العربية
ومدها من الشرق الي الغرب ونجح في فرض الإرادة العربية وتحرير البلاد العربية من
هيمنة الكيانات الاستعمارية المختلفة نمن الدول العربية والإفريقية والإسلامية
وأصبح يمثل حائط صد خطير أمام طموخات الكيانات الاستعمارية المختلفة في المنطقة والإقليم
المتوسط من العالم واللتفت الجماهير العربية حول المشروع الناصري القومي العربي
وتجلي ذلك بوضوح في القمة العربية بالخرطوم عقب هزيمة يونيو العسكرية في صدور
القرار العربي بالإجماع للمرة الاولي والأخيرة ، فكان لابد من وئد هذا المشروع ومع
اختفاء عبد الناصر بالجسد من الساحة العربية كان علي الاستعمار تغير الإستراتيجية
المنهجية للتعامل مع العرب ، حيث أثار النعرات المحلية وخلق كيانات مذهبية وطائفية
متعددة في أنحاء الوطن العربي ، وخلق أسر ذات أطماع في الحكم والهاها بعروش
وهمية كل ذلك من اجل عدم قيام مشروع عربي جديد وربما هذا ما جعل رئيس
وزراء إسرائيل يقف ليصرح بقوله (مهمتنا القضاء علي الهوية الإيرانية الإرهابية بعد
ان نجحنا في القضاء علي القومية العربية) وهذا
مؤشر خطير للتوازن الدولي و القومي
والعرقي في المنطقة العربية ، ومن هنا تأتي أهمية السؤال المطروح علي الساحة أمام
الحكام والزعماء العرب؟؟ (أين المشروع
القومي العربي؟؟)
وهل أحياء هذا
المشروع ضرورة حتمية في الوقت الراهن؟؟
0 تعليقات